سبمـتـــ ٢١ــــــبر.. ثورةُ اليمن الخالدة
دينا الرميمة
على الأغلب لا تأتي الثورات إلا من بلوغ سيف الظلم إلى حَــدّ لا تتحمله الشعوب؛ ما يجعلها تخرج ثائرةً لكرامتها وانتصاراً لسيادة أوطانهم من عبث المستكبرينَ، خَاصَّةً في وقتنا الحالي الذي تفرعنت فيه أمريكا على البلدان بالذات العربية منها، التي منها من ذل وَسلم لها وعاش تحت هيمنتها على بلده، وَمنهم من وقف في وجهها رافضًا تواجُدَها على أرضه كحاكم فعلي يدير شؤون بلده بما يخدم مصالحها!
كاليمن التي خرج شبابها في الحادي عشر من فبراير في ثورة، مطلبهم التغيير في نظام الحكم وَتحسين مستوى عيشهم في ظل دولة مدنية لا دولة تحت حكم العسكر الذين كان ولائهم لنظام سخّر اليمن وثروتَها لصالح أُسرته!
وقد كادت أن تؤتي هذه الثورة أكلها بفعل تضحيات الشباب ودماء الكثير منهم الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل عزة وكرامة اليمن، إلا أنها تعرضت للتآمر عندما انضم جماعات من حزب الإصلاح إلى صف الثوار لابسين ثوب الثورة كقناع يخفون تحته مخطّط وأد الثورة تقرباً لأمريكا، التي فيما بعد ألبست السعوديّة ثوب الصالحين لإعادة أمريكا إلى العرش اليمني عبر المبادرة الخليجية، التي هدفُها إعادة اليمن إلى مربع الوصاية وَالتقسيم إلى كنتونات صغيرة في تآمر واضح على الوحدة اليمنية، التي تمثل قوة ونهضة اليمن، أضف إلى هيكلة الجيش بعد انتزاع كافة أنظمة اليمن الدفاعية في العام ٢٠٠٤م في خطوة كبيرة لإضعاف اليمن وانتزاع سيادتها وجعلها دولة من السهل احتلالها، وهذا ما أدركه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي دعا الشباب اليمني للعودة إلى ساحات الثورة رفضاً للمبادرة الخليجية التي كادت أن تودي بالثورة السابقة سوء المآب.
ومن فوره الشعب اليمني لبى نداء السيد عبدالملك؛ فكانت ثورة حدّد أهدافها السيد القائد المتمثلة بتحقيق السيادة الكاملة لليمن وإسقاط مشروع الأقاليم وتحقيق مبدأ السلم والشراكة الوطنية وعدم الإقصاء والتهميش ومحاربة الفساد والدعوة إلى التصالح والتسامح لبناء دولة مدنية حديثة!
هي ثورةٌ قادها ابن اليمن الغيور على عزة وكرامة شعب ووطن، لا كما سبقها من ثورات قاداتها عملاء وَخونة لا همّ لهم إلا مصالحهم الخَاصَّة على حساب شعب ووطن.
ثورة حذر السيد القائد النظام الحاكم من المساس بثوارها وهدّد بعدم السكوت على كُـلّ ما يتعرض له الثوار.
ثورة لم تأتِ بها رياح الربيع العبري الحاملة معها غبار الولاء للصهيونية وَالهادفة لاستبدال أنظمة بأُخرى أكثر عمالة لأمريكا، إنما جاءت بها إرادَة شعب همه سيادة وطن ويحلم بحياة كريمة على أرض فيها من الخير الكثير استأثر بها الحكام الظالمين وحرم منها شعب بأكمله.
ثورة تعرضت للقمع والتنكيل إلا أن أصحابها كانوا أكثر ثباتاً وولاءً لأرضهم صمدوا في ساحات الثورة، لم ترهبهم رصاصات الخونة وَلا كُـلّ ترهيبهم وبشاعتهم.
ثورة شارك فيها الطفل والمرأة وَالشاب وَالشيخ المسن من المستضعفين الذين تجندوا في سبيل تحقيق أهداف ثورتهم وحاد عنها وعارضها الخونة والعملاء فاستطاعت أن تميز الخبيث من الطيب وخلعت ثوب الوطنية المزيف عن كُـلّ أُولئك الذين فروا إلى أحضان أعداء بلدهم مؤيدين كُـلّ خطوة عدائية على شعبهم في سبيل تمكينهم من العودة إلى سدة الحكم.
ثورة جعلت أمريكا تخرج ذليلة مولية إلى استخدام ورقة الترهيب وَالعنف عبر أدواتها من أعداء اليمن الحاقدين على شعبها والذين أَيْـضاً لهم مآربهم في اليمن فمولوها حرباً شرسة للقضاء على الثورة وَإعادة أمريكا لحكم اليمن.
ولسنوات تسع إلا قليلًا لا زالت هذه الثورة تحارب ولا زالت تؤتي ثمارها وتحقّق أهدافها عبر جيشها وأبنائها الذين كُـلّ ولائهم لليمن الأم، حتى رأينا عقولًا جعلت من اليمن دولة تصنع الأسلحة العسكرية التي هزمت كُـلّ ما صنعته تكنولوجيا أمريكا ودول الغرب.
ختامًا هي ثورة قومت مسار الثورات السابقة وأنبتت بذراتها أشجاراً سامقة من العزة والكرامة والحرية والصمود لليمن وشعبها الحر الذي تصدى لكل خبث العالم وَسجل اسم اليمن خالداً في صفحات التأريخ الناصعة.