صنعاء: السعوديّةُ ليست وسيطًا ولا يمكنُ القفزُ على المِلف الإنساني
المسيرة | خاص
رَدَّ ناطقُ حكومة الإنقاذ الوطني، وزيرُ الإعلام، ضيف الله الشامي، على مزاعِمِ وزارة الخارجية السعوديّة حول طبيعة زيارة الوفد الوطني إلى الرياض، حَيثُ أكّـد الشامي أن الزيارةَ جاءت في سياق التجاوب مع جهود الوساطة العمانية وليس بدعوة سعوديّة، مؤكّـداً أن محاولاتِ السعوديّة لتقديم نفسها كوسيط لن تنجحَ، وأنه لا يمكنُ القفزُ على معالجة المِلف الإنساني.
وقال الشامي في تصريحات لقناة “الميادين”، مساء الجمعة: “إن توجّـه الوفد الوطني إلى الرياض لم يأت؛ بسَببِ دعوة من المملكة، وإنما تجاوباً مع جهود الوساطة العُمانية”.
وكانت وزارة خارجية النظام السعوديّ قد زعمت في بيان، الخميس، أنها وجّهت دعوةً للوفد الوطني لزيارة السعوديّة؛ مِن أجل مناقشة “المبادرة السعوديّة المقدمة في 2021″؛ وبهدف التوصل “لاتّفاق بين الأطراف اليمنية”، في محاولة مكشوفة لتقديم المملكة كداعم للسلام وتقديم المرتزِقة كطرف رئيسي في المفاوضات؛ وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على استمرار مساعي التنصل عن التزامات السلام العادل.
وأكّـد وزيرُ الإعلام في هذا السياق أن “محاولات السعوديّة لتقديمِ نفسها كوسيط في اليمن لن تنجحَ؛ لأَنَّها طرفٌ في العدوان”.
وكان عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، قد أكّـد في وقت سابق بأن التفاوض مع السعوديّة يأتي باعتبارها قائدة لتحالف العدوان.
وأوضح ناطقُ حكومة الإنقاذ أن “قضيةَ إيقاف الحرب على اليمن في أيدي النظام السعوديّ”، في إشارة إلى عدم القبول بأية محاولةٍ سعوديّة للتهرُّبِ من التزامات السلام العادل وعلى رأسها إنهاء العدوان والحصار والاحتلال ودفع التعويضات.
وَأَضَـافَ الشامي أن زيارة الوفد الوطني إلى الرياض تأتي “لإبداء حُسن النوايا”، لافتاً إلى أنه “تم إبلاغُ الجانبِ السعوديّ قبل الزيارة بأن هذه الجولة من المفاوضات التي كانت في مسقط ربما تكون الأخيرة”.
وكانت صنعاءُ أعلنت قبل أسابيعَ أنها ستعملُ على أن تكونَ جولةُ المفاوضات الجديدة “حاسمةً” في ما يتعلق بجوانب الملف الإنساني، في رسالةٍ واضحةٍ تؤكّـدُ عدمَ القبول باستمرار الوضع الحالي؛ وهو ما أكّـده رئيسُ الوفد الوطني محمد عبد السلام، الذي صرّح الخميس بأن صنعاءَ تعملُ على التوصل لحلولٍ تُنهِي الحالةَ الراهنة.
ورأى وزيرُ الإعلام أن معطياتِ زيارة محمد بن سلمان إلى مسقط تشيرُ إلى أنه هو من طلَبَ من سلطنة عُمان المبادرةَ بشأن استئناف المفاوضات المباشرة مع صنعاء.
وأكّـد أنه “لا يمكنُ القفزُ فوقَ القضايا الإنسانية في مفاوضات الرياض والذهاب إلى السياسية أولاً”، في إشارة إلى رفض أية محاولاتٍ لربط استحقاقات الشعب اليمني الإنسانية بأية اشتراطات سياسية؛ وهو ما تصر عليه الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال محاولة فرض شرط التفاوض مع المرتزِقة.
وكان رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام، أعلن الخميس أن النقاشات مع الجانب السعوديّ ستدور حول صرف المرتبات ورفع الحصار وتبادل الأسرى، وَأَيْـضاً إخراج القوات الأجنبية من اليمن، وُصُـولاً إلى الحَلِّ الشامل، لكنه أكّـد أن المِلَفَّ الإنساني يُمَثِّلُ مهمةً أَسَاسية.
وتتمسَّكُ صنعاءُ بموقفٍ ثابت يقتضي البدءَ بمعالجة كافة جوانب المِلف الإنساني؛ باعتباره مدخلاً وحيداً وضرورياً للتقدم نحو عملية سلام شاملة تغطي الجوانب السياسية والعسكرية، بناءً على محدّدات رئيسية تضمنُ إنهاءَ كُـلّ أشكال التدخل الخارجي في البلد، وفرض السيادة الوطنية على كامل جغرافيا الوطن، مع معالجة كافة أضرار العدوان.