عنوانُ صحيفتنا محمد
صفوة الله الأهدل
إن يوم مولد رسول الله هو يوم من أَيَّـام الله؛ بل إنّه من أعظم الأيّام وأجلِّها؛ فهو يومٌ أُخرِجَ فيه الناسُ من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن الشقاء والخُسران إلى السعادة والاطمئنان، وَمن يُعظِّمْه لَهُو دليلٌ على تقوى قلبه: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، واعتراف بفضل الله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، ومنته:{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، إذ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أنفسهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.
إن الاحتفالَ بذكرى مولد رسول الله ترجمة للإيمان بالله وبه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وَمن يرفُضْ تبجيل وتوقير وتعظيم رسول الله وهو يدّعي الإيمان، ليس بمؤمن: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}، وأنه دليل على صدق التولي لله ورسوله: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أولياء وَلَكِنَّ كَثيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}، كيف لا وقد قرن الله طاعته بطاعة رسوله: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}؛ بل إن من يريد أن يحبه الله فليتبع رسول الله:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.
قرَنَ اللهُ –سبحانه- في كتابه الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة بطاعة رسول الله: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}؛ لأَنَّه رفع ذكره: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، ما بالك بمن يحتفل بمولده وينثر عطرَ سيرته، ويحيي منهجَه ويدعو الناس للتمسُّك به!