منطلقاتُ ثورة 21 سبتمبر وما تميَّزت به وما حقّقته
أحمد سالم الطاهري*
لقد تميَّزت ثورةُ الحادي والعشرون من سبتمبر بوجودِ قائدِها السيد المجاهد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- ذلك القائد القوي والشجاع، والذي استطاع أن يكسب قلوب الناس للالتفاف من حوله حينما وجدوا منه الصدق والإخلاص والوفاء وكلّ المبادئ والقيم التي لم يجدوها في غيره.
لذا فَــإنَّ هذه الركيزة تعد أهم عامل من عوامل صمود ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
فعلى مدى تسع سنوات منذ قيام ثورة 21 سبتمبر تحقّقت أهدافها التي تجلت واقعاً عمليًّا على الصعيد السياسي والعسكري والأمني ومختلف مجالات الحياة، وكسرت كُـلّ الرهانات التي تبددت معها محاولات قوى الفساد والعمالة في تمرير مشاريع الفوضى وتقسيم اليمن وإعادة البلاد إلى مربع الوصاية من جديد.
وقد حملت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر مشروع الاستقلال والسيادة والتطوير والتصنيع وبناء قدرات المؤسّسة العسكرية والأمنية والتحول نحو النهوض بالقطاع الزراعي.
كما أن ثورة 21 سبتمبر حقّقت نجاحاً خلال السنوات الماضية في ترجمة أهدافها بإنهاء التدخلات الخارجية، والتصدي لكافة أشكال المؤامرات، وقطع الطريق على العملاء والمرتزِقة في اختراق النسيج الاجتماعي.
وقد أخفق تحالف العدوان في كسر عنفوان هذه الثورة وإعادة نفوذ السفارات رغم وحشية الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني الصابر والصامد والمجاهد..
يقول قائد الثورة السيد المجاهد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي، عن منطلقات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر: (كانت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ضرورة وطنية، وضرورة تفرضها على هذا الشعب كُـلّ الاعتبارات، اهتمامنا من منطلق مبادئنا وقيمنا، التي تفرض علينا ألا نقبل مطلقاً بتلك السيطرة الأجنبية، بتلك الهيمنة المطلقة من الأجانب على رؤوسنا وعلينا على بلدنا، على حاضرنا وعلى مستقبلنا؛ لا الحكمة، ولا المنطق، ولا الهُــوِيَّة، ولا الانتماء، ولا المبادئ تجعلنا نقبل بتلك السيطرة من أطراف هي معادية لنا، وبرنامجها الذي تشتغلُ عليه من خلال وصايتها وسيطرتها المباشرة برنامجٌ كارثي، برنامج يسحق هذا الشعب، يدمّـر هذا البلد يوصلنا إلى الهاوية في كُـلّ الاتّجاهات: وحدتنا تنتهي وتسقط، وكذلك هُــوِيَّتنا تُضرب، قيمنا وأخلاقنا كذلك يستهدفونها وينهونها، وضعنا الاقتصادي يوصلنا إلى الهاوية بنفسها ويوقعنا فيها، الاستقرار الأمني ينتهي ويتلاشى ويصبح بلدنا مملوئا بالدواعش واغتيالات وقتل وجرائم، وكلّ فترة جرائم قتل بطريقة وحشية، حتى في المستشفيات والشوارع، القتل الجماعي والقتل بالاغتيالات على المستوى الفردي، ما هناك أي داعٍ أن نقبل بأن يستمر ذلك الوضع على ما كان عليه وهو يتجه نحو الأسوأ، كُـلّ شيء في هذا البلد: قيم، مبادئ، عزة، كرامة، أصالة، يفرض علينا أن نعمل على إيقاف تلك الكارثة التي كانت قائمة، فكان التحَرّك في التصعيد الثوري تحَرّكاً مسؤولاً، ويمثل ضرورة ملحة لإيقاف تلك الكارثة الرهيبة التي كانت قائمة، وكان تحَرّكاً فاعلاً ومؤثراً).
أخيراً.. نحن أمام ثورة لا مثيل لها بين كُـلّ الثورات.. ثورة خلقت نهجًا ثوريًّا وتجربة منفردة لم يستوعب البعض عظمتها ونهجها الثوري البناء وقيمها العظيمة لأسباب كثيرة قد تكون في مقدمتها الكم الهائل من التضليل والحرب الإعلامية والتشويه الممنهج الذي يستهدف هذه الثورة، ولكن الأيّام أثبتت بأن الأهداف والقيم النبيلة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وما حملته من قيم الخلاص والنبل والعزة والكرامة لهذا الشعب، أثبت بحق وحقيقة بأنها ثورة لا مثيل لها من بين الثورات.
لقد راهنت الثورة على الله سبحانه وتعالى، وعلى قائدها السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي، فما خاب رهانها، كما أنها راهنت على فاعلية الشعب، فكان شعباً عظيماً بمستوى الرهان.
ونختتم هذا المقال عن ثورة 21 سبتمبر بما قاله قائدها ورُبَّان سفينتها السيد المجاهد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-: (إننا شعبٌ يأبى الإذلال، ويأبى الهوان، ويأبى العبودية لغير الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- إننا شعبٌ حرٌ، ونأبى إلا أن نكون أحراراً، ولن نضحي أبداً بحريتنا، ولن نقبل بأن نكون عبيداً لأعدائنا من المستكبرين وقوى الطاغوت، لا يمكن أن نقبل أبداً).
والعاقبة للمتقين.
* مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة البيضاء