البن الـيَـمَـني
يُعَدُّ البُنُّ الـيَـمَـني من أشْـهر المحاصيل الزراعية الـيَـمَـنية في العالم اجمع، فالـيَـمَـنُ تعد من أوائل الدول التي زرعت البن وصدّرته إلَـى العالم، بدليل أن القهوة يطلق عليه Arabica أَوْ القهوة العربية مصدرها الـيَـمَـن، كما أن أهم وأفخر أَنْـوَاع القهوة هي الموكا وهي تحريف من «قهوة المخاء» نسبة إلَـى الميناء الـيَـمَـني الشهير (المخاء)، ويعتبر ميناء المخاء الأول الذي انطلقت منه سفن تجارة وتصدير البن إلَـى أوروبا وباقي أنحاء العالم.
وتشير المصادر التأريخية إلَـى أن شهرةَ البن الـيَـمَـني تعود إلَـى جودته العالية مقارنة بأَنْـوَاع البن المنتجة في العالم ضاعف الطلب علية والمنافسة بين الشركات الفرنسية والبريطانية وَالهولندية خلال فترة خمسينيات القرن السابع عشر، حيث وصل أعلى إنتاج للبن العربي عام 1720م بعد إنشاء الهولنديين مصنعاً للبن في منطقة المخاء عام 1708م، وَبدأوا تصديره. ثم أنشأ الفرنسيون مصنعاً آخر في منطقة المخاء عام 1709م وَخلال تلك الفترة شهدت موانئ المخاء، الحديدة وَاللحية حركة كبيرة لتجارة البن الأخضر.
إن جودة البن الـيَـمَـني دفع الكثير من الشركات العالمية على إطلاق اسم موكا «المخاء».
ووفق تلك المصادر فَإن زراعة وانتاج الـيَـمَـن من البن بدأ بالانخفاض التدريجي في القرن التاسع عشر؛ بسبب انتقال شجرة البن إلَـى مناطق أُخْــرَى من العالم، إضَـافَة إلَـى وجود مؤثرات محلية على إنتاج البن الـيَـمَـني وَتصديره، وتشير الأَرْقَـام الإحصائية أن صادرات البن الـيَـمَـنية للعالم وصلت بداية القرن الثامن عشر إلَـى ما يقارب عشرون ألف طن في العام، وهو ما يشير إلَـى أن المساحات المزروعة كانت أَكْبَر من المساحة المزروعة حالياً.
وبالرغم من أَهَميَّة محصولِ البن العربي (الـيَـمَـني) الذي يعد من المحاصيل النقدية التي تدعم الاقْتصَـاد الوطني يضاف إلَـى الجدوى الاقْتصَـادية الكبيرة للمنتج المحلي الشهير باعتباره البن ثاني أَكْثَر السلع تداولاً في العالم بعد النفط الخام؛ نظراً لاحتوائه على الكافيين، إلَّا أن انتاجات الـيَـمَـن من البن تدنّت خلال السنوات الأخيرة إلَـى أدنى المستويات.
تقارير وزارة الزراعة والري تشير إلَـى أن إنتاج البن زاد العام 2002م إلَـى ما يقارب من 13 ألف طن بزيادة تقدر بأَكْثَر من ستة آلاف طن عن العام 1997م، وبزيادة تصل إلَـى أَكْثَر من تسعة آلاف هكتار عن المساحة المسجلة عام 1997م، كما أَشَـارت الاحصائيات ارتفاع انتاج بلادنا من محصول البن خلال العام 2012م وتجاوزت الـ 15 ألف طن لأول مرة منذ عقود مقابل 14 ألف طن عام 2008م.
وبينما يعيد الخبراءُ تراجع انتاج زراعة البن، إلَـى نُدرة المياه، وتخلُّف الأساليب المعتمدة في زراعته، وقدم عُمر الأشجار وتخلف أساليب التسويق والتصدير، وهو ما قلّل إلَـى حد كبير من الأَهَميَّة الاقْتصَـادية للبن لدى معظم المزارعين وألجأهم إلَـى زراعة بدائلَ أُخْــرَى أهمها القات الذي التهم مساحاتٍ زراعيةً كبيرة على حساب المحاصيل النقدية ومنها شجرة البن التي تكاد تندثرُ من بعض المناطق التي اشتهرت بزراعته خلال العقود الماضية.
البن الـيَـمَـني كغيره من المحاصيل الزراعية لم يكن بمأمن من العُـدْوَان السعودي وتداعيات حصاره الذي تسبب بانعدام المشتقات النفطية وارتفاع أَسْـعَـارها في السوق إلَـى أعلى المستويات، وهو ما انعكس سلباً على زراعة وانتاج البن الـيَـمَـني الأصيل العام المنصرم.