في ذكرى المولد.. مفارقاتٌ عجيبة!!
محمد سعيد المُقبِلي
نجد أنه وفي مثل هذه الأيّام من كُـلّ عام، وعند اقتراب ذكرى مولد المصطفى -صلوات الله عليه وعلى آله-، تأتي الدعايات والتضليلات والتشويه والصد لهذا الشعب عن الاحتفال بذكرى مولد المصطفى -صلوات الله عليه وعلى آله-، وهذا أمرٌ طبيعي ومتوقع من المنافقين.
ولكن العجيب والغريب أن أُولئك المنافقين الذين يدّعون الدين ويتشدقون باسم الدين وأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
ومَـا هو المنكر الذي نهوا عنه وصدوا الناس عنه؟!!
تركوا كُـلّ الفواحش والمنكرات والجرائم الحقيقية واتجهوا لصد الناس عن الاحتفال والابتهاج بذكرى مولد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله، واتجهوا لتشويه رسول الله ومحاولة فصل الأُمَّــة وإبعادها عنه، واتجهوا لتشويه من يحتشدون إلى الساحات حاملين الرايات التي فيها (لبيك يا رسول الله)؛ حباً وشوقاً لنبيهم العظيم.
أغمضوا أعينهم وغضوا أبصارهم عن كُـلّ تلك المنكرات والفواحش التي تحدث في بلاد الحرمين مِن نشر للثقافات الغربية وبيع الخمور وفتح المراقص واستدعاء الراقصات اللاتي يقدحن في الذات الإلهية وفي الأنبياء، أغمضوا أعينهم ورأيناهم يبتلعون ألسنتهم أمام هذا الكفر البواح الذي يحدث في بلاد الحرمين؛ ثم تراهم تطول ألسنتهم عند اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، ويبدؤون بالتشويه والصد والتثبيط للناس عن الاحتفال والفرح بفضل الله ورحمته علينا.
بل قد يأتي أحمقهم ويقول لك إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي أخطر من الفسوق والمجون والانحطاط والكفر البواح الذي يحدث في السعوديّة!!
وعلماء السوء في السعوديّة لا زالوا إلى يومنا هذا يبدّعون ويشوهون ذكرى مولد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله، رغم أنهم مدركون لما يحدث في بلادهم من انحراف عن الدين والتنكر له والانسلاخ عنه، وموقفهم أمام كُـلّ هذه المنكرات وجدناهم (صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ)!!
أليست هذه من المفارقات العجيبة والغريبة والفاضحة والمخزية لمن يتشدقون باسم الدين؟!
والأعجب من ذلك والأغرب هم أُولئك الحمقى المغفلون الذين يصدقونهم وينجرّون وراء ضلالهم ونفاقهم وإلباسهم الحق بالباطل.