الشاعر والمجاهد ماجد المطري في حوار خاص لـ “المسيرة”: مرابطتي في جبهات العزة والكرامة صقلت موهبتي الشعرية ووجّهتها التوجيه السليم
المسيرة: حاوره- محمد حتروش
يعتبر الشعر من الثقافات الأدبية التي تحظى باهتمام بالغ في العديد من الدول الإسلامية والعربية عبر مختلف العصور، حَيثُ شكل عاملاً مهماً في التصدي للعدوان من خلال القصائد الحماسية التي أسهمت بشكل ملحوظ في رفع معنويات الشعب اليمني، وبالأخص المرابطين في مختلف الثغور.
الشاعر ماجد المطري، أحد هؤلاء الشعراء الذين كان لهم دوراً بارزاً في التحشيد، وشحذ الهمم، ونقل مظلومية الشعب اليمني، وانتصاراته، عبر حروفه، وأبياته الشعرية المتألقة.
إلى نص الحوار:
– بداية نرحب بكم عبر صحيفة “المسيرة” ويا حبذا لو تعطونا نبذة تعريفية عن شخصكم الكريم؟
أهلاً وسهلاً بكم، وفخور بالحديث معكم.
أنا الشاعر ماجد علي المطري، مواطن يمني من أبناء مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، وقد بدأت كتابة الشعر بنوعيه الفصيح والعامي منذ حوالي عامين ونصف عام تقريبًا، حَيثُ برزت لدي ملكة الكتابة الشعرية بالصدفة ومن تراكمات مشاعر الأسى والمعاناة جراء العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الغاشم على بلدنا، وكذلك تأثرت بحالة الصمود الأُسطوري للمجاهدين في مختلف الجبهات، ورفضاً وفضحاً للجرائم الشنيعة التي ارتكبها العدوان السعوديّ الأمريكي بحق أبناء شعبنا.
تلك الجرائم ولدت في داخلي رغبة في التعبير عن ما يعتلج في صدري من مشاعر، وجاءت مناسبة ما دفعتني للدخول إلى عالم الشعر الجهادي المقاوم.
– الشعر تعبير لما يجول في نفس الشاعر.. ما هو الشعر من وجهة نظركم؟
من وجهة نظري، فَــإنَّ الشعر هو فيض من المشاعر سواء الشعور الجمعي، أَو الشعور الذاتي في خلجات الشاعر، والشعر نزيف تجارب وخبرات متراكمة ومواقف فارقة، عايشها الشاعر، وعزز بها قناعاته، ثم انتقل إلى تجسيدها والتعبير عنها من خلال أبياته ومفرداته.
باختصار شديد، الشعر موقف، إما أن يكون موقف حق، أَو موقف باطل، فالشعر الذي تكون بوصلة إبداعه موجهةً نحو الانتصار للقضايا المصيرية الكبرى للأُمَّـة والدفاع عن الحقوق المشروعة والعادلة والوقوف ضد الباطل، يكون شعراً ذا قيمة ما لم فهو مُجَـرّد كلام منظوم بطريقة سجعية ليس أكثر.
– هل للشعر دور بارز في الميدان من وجهة نظركم؟
بكل تأكيد، وقد لمسنا أثر الإبداع الشعري وقيمته خلال السنوات الماضية من عمر العدوان والحصار، حَيثُ كان للكلمة عُمُـومًا شعراً ونثراً وكتابةً دورها البارز والمحوري في رفع معنويات المجاهدين، وكذلك في جانب التحشيد، وتوحيد الهمم والطاقات في بوتقة مواجهة العدوان وأدواته، كما لا يخفى على أحد الدور البارز الذي شكلته قصائد الشعراء في نقل مظلومية شعبنا للخارج وَأَيْـضاً إيصال رسائل مهمة للمغرر بهم في الداخل.
– ما هي أول قصيدة نظمتموها وما هو الدافع الذي جعلكم تغوصون بعمق في عالم الأشعار؟
بالنسبة للقصيدة الأولى التي ولجت بها إلى عالم الشعر، فقد كانت محض صدفة، وموقفاً عفوياً، أَو بالأحرى استثارة من أحد الأصدقاء الذي أتاني بأبيات شعرية، وطلب مني مجاراتها بنفس الوزن والقافية، ولم أكن حينها أعلم أن بإمْكَاني كتابة الشعر، لكن قلت على سبيل المحاولة، فاكتشفت حينها أن لدي بعضَ الخِبرة في الكتابة الشعرية، وبدأت في الكتابة، والحمد لله أصبح لدي العشرات من القصائد بالفصحى، وَأَيْـضاً بالعامية.
ولا أنسى أَيْـضاً الدور الكبير الذي قام به صديقي الكاتب والأديب الكبير والمجاهد الجريح الأُستاذ إبراهيم محمد الهمداني -عافاه الله وحفظه- من خلال تشجيعه الدائم لي منذ بداياتي الشعرية، وما زال إلى اليوم.
– ما هي القصيدة التي تألقتم من خلالها؟
هنالك العديد من القصائد التي لاقت استحساناً وإشادة من الجمهور والنقاد المتخصصين، لكن أعتقد أن أهم قصيدة كتبتها بالنسبة لي هي قصيدة “روح الإباء” والتي أنشدتها فرقة أنصار الله في ذكرى استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
– ما هي المواقف التي تفتخرون بها وتعتبرونها مصدر اعتزاز لكم؟
الموقف الذي أعتز به كَثيراً هو أنني تشرفت منذ بداية العدوان بالمرابطة في جبهات العزة والكرامة، وكان لتلك الفترة أبلغ الأثر في صقل موهبتي الشعرية المتواضعة وتوجيهها التوجيه السليم.
– من أين تستمدون موضوعات قصائدكم؟
في الحقيقة، فَــإنَّ الموضوع المهم يفرض نفسه على الشاعر، فمثلاً حين يحصل موقفاً، أَو حدثاً معيناً، كالانتصارات في الجبهات، أَو عمليات الطيران المسيَّر، والقوة الصاروخية، وكذلك المناسبات الدينية والوطنية التي يجد الشاعر فيها رغبة ملحة في التعبير بالكتابة الشعرية، وكذلك على الصعيد الاجتماعي، حينما يتأثر الشاعر بحدث معين يجد فكره قد غاص في بحور التفكير، وصياغة الشعر، حتى قبل أن يبدأ الشاعر في الكتابة عن ذلك الحدث.
– ما هي الأجواء المناسبة لكتابة الشعر؟
ليست هنالك طقوس معينة، أَو أجواء حصرية للشعر بالنسبة لي، ولكني بكل صراحة أفضل في أحيان كثيرة حين أجد نفسي راغباً في الكتابة الجوٍ الهادئ، والبعيد عن التشويش والضجيج.
– ما هي أبرز القصائد التي كتبها الشاعر ماجد للمطري وتم تلحينها كزامل أَو نشيد؟
سبق وأن تحدثت في سؤال سابق أن أهم قصيدة كتبتها بتوفيق من الله تعالى، وتم تلحينها وإنشادها هي قصيدة “روح الإباء”، والتي أنشدتها فرقة أنصار الله في الذكرى السنوية لاستشهاد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، وكذلك لدي العديد من القصائد الأُخرى، سواء الفصحى، أَو العامية، والتي لحنت بعضها قصائد رثاء في الشهداء العظماء، وبعضها في مناسبات أُخرى، وكان آخرها قصيدة “أيقونة الفداء” إلى مقام سيد الشهداء في ذكرى فاجعة كربلاء الأليمة، وقد سجلتها فرقتان، كُـلٌّ على حدة، الأولى “فرقة المصطفى الإنشادية” وقد أدَّتها الفرقة في الفعالية التي أقيمت في محافظة صعدة، والثانية فرقة الشهيد العلامة فيصل عاطف.
وفي هذا الصدد أود أن أوجه رسالة للمنشدين، ولاتّحاد الشعراء والمنشدين، بأن يدعموا كافة المبدعين، ويفسحوا المجال لأكبر عدد من الشعراء للتعبير عن إبداعهم عبر النشر، وكذلك عبر الزوامل والأناشيد، فما نلاحظه في هذا الجانب أن هنالك حالة أشبه بالاحتكار لمجموعة من الشعراء الكبار المشهورين يتهافت على قصائدهم المنشدون خُصُوصاً المشهورين منهم، فيما قد تجد شعراء آخرين وقصائد أُخرى غاية في الإبداع تفوق ربما بعض قصائد بعض الشعراء المرموقين المسلطة عليهم دائرة الضوء أَو توازيها على الأقل لكن الفرصة لم تتاح لهم، فيصاب بعض الشعراء بالإحباط، ويشعرون أنهم يكتبون فقط لأنفسهم، وفي النهاية العمل كله لله، وَلا نريد من خلاله رياء، ولا سُمعة، ولا شهرة، وإنما فقط علينا أن نطمح في إيصال رسالتنا الشعرية الجهادية إلى نطاق أوسع وآفاق أعم.
– ما الجديد لدى الشاعر ماجد المطري.. أَو بما تعد الجمهور؟
لا أعد بشيء إلا ما وفقني الله في كتابته، وأرجو من الله القبول، ولي وللجمهور المنفعة الحسنة.
– كلمة أخيرة لكم؟
أشكركم جزيل الشكر، والشكر موصول أَيْـضاً لطاقم صحيفة “المسيرة” على هذا اللقاء الذي سررت به، وأعتبره دافعاً معنوياً مهماً بالنسبة لي للمضي قدماً في بذل المزيد من الجهد للخروج بمحصلة أكثر جودة في الشكل والمضمون في كتاباتي الشعرية القادمة بإذن الله تعالى.