الثاني عشر من ربيع النور: ترقُّـبٌ سابق وذُهولٌ لاحق
هنادي محمد
- بالرغم من الهجمة الشرسة التي تتوجّـه نحو شعبنا من الداخل والخارج، ممن انتماؤهم للدين الإسلامي انتماء شكليًّا لا يعبر عن الهُــوِيَّة الإيمانية السليمة، إلا أن بركات صاحب المناسبة -صلوات الله عليه وآله- ترافق شعبنا في كُـلّ عام حتى تصدر البلدان الإسلامية التي تحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف، بل تميّز دون غيره وبصورة ملحوظة حَــدّ أن العيون ترصده عن بعد، وتترقب معه يوم خروج تلك الحشود المحمدية الحافلة في الـثاني عشر من ربيع الأول وهي مرتلةٌ للصلوات، ملبية بالأفئدة والأصوات، هاتفة بملء فيها: “لبيـك يا رسول الله”.
شعبنا اليمني المؤمن أثبت استحقاقه وجدارته للوسام العظيم الذي قلّده إياه رسول رب العالمين حين قال فيه: “الإيمان يمان، والحكمة يمانية”؛ فأمام الحملات الإعلامية التضليلية التي شنها الأعداء ومرضى القلوب سعياً لاستهداف الرسول وضرب قداسته في النفوس، مستخدمين أساليب شيطانية حين انتقائهم لمواضيع حساسة وربطها غير الواقعي بمناسبة ذكرى المولد النبوي، بل حين جعلوا من نبي الرحمة هامشاً لا يجب أن يقدم على أولوياتهم المادية وطموحاتهم الحيوانية، برزت الحكمة اليمانية، وكانت هي سيد الموقف الحق، وبعثرت كُـلّ تلك الجهود الباطلة، ورطمتها بكل قوة عرض حائط الوعي، واستمر شعبنا بكل حب في إظهار حجم محبتهم وتمسكهم برسول الله محمد -صلوات الله عليه وآله- من خلال تدشين الفعاليات وإقامة الموالد وإنارة المنازل والشوارع والمؤسّسات بالضوء الأخضر التي تضيء معه القلوب.
ومن المؤكّـد أن الخروج في الثاني عشر من ربيع النور سيكون مليونيًّا كما دعا له العلم القائد -يحفظه الله ويرعاه- وأمّل به، ونحن خيرُ من يؤمل بهم، وخير أنصار لرسول الله ولحفيده ابن البدر، قريبًا جِـدًّا سيقف العالم مذهولاً، وسترسم أعظم لوحة بشرية جسدت معنى الانتماء الإيماني والهُــوِيَّة الحقيقية للإسلام باسم “محمد”، والعاقبة للمتقين.