الأحزابُ المناهِضةُ للعدوان تُحْيي الذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر
المسيرة: خاص
نظَّمت الأحزابُ السياسيةُ المناهضةُ للعدوان، أمس، فعالية واسعةً بمناسبة العيد التاسع لثورة الـ21 من سبتمبر، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين وقيادات الأحزاب والمكونات السياسية وجموع من الباحثين والسياسيين، كما شارك فيها رئيس مجلس النواب الشيخ يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى محمد العيدروس، ونائبيهما عبدالسلام هشول وعبده الجندي.
وفي الفعالية جدد عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد شوكة، التأكيد على أن ثورة الـ 21 من سبتمبر، جاءت تحت شعار عميق وكبير لا للاستعمار ولا للظلم والبراءة من الأعداء، الذين شنوا الحرب على اليمن؛ مِن أجل وأد الثورة والسيطرة على قرار اليمن السيادي والسياسي.
وقال: “إن الشهيد القائد عندما رفع شعار البراءة؛ مِن أجل الثوابت والمبادئ لم يتركوا له فرصة وقتلوه، وحمل الراية من بعده السيد القائد”.
وأكّـد شوكة أن ثورة 21 سبتمبر قضت على قوى الهيمنة والاستكبار بعد أن كانت السفارة السعوديّة مسيطرة على القرار السيادي لليمن، منوِّهًا إلى أن وحدة اليمن ثابتة وراسخة في وجدان أبناء اليمن، ولا يمكن التفريط بها أَو التنازل عن اليمن الواحد الموحد.
وعبَّرَ شوكة عن الأسف لما آلت إليه أدوات العدوان من تماهٍ مع قوى العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي في تدمير اليمن ومقدراته ونهب ثرواته.
من جهته، أكّـد محافظ حضرموت اللواء لقمان باراس، أن الاحتفال بالعيد التاسع لثورة 21 سبتمبر، يأتي بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف، وهي فرصة للتحول إلى مرحلة بناء المجتمع في كافة المجالات.
وبيّن باراس في كلمته التي ألقاها عن مناضلي الثورة اليمنية، أن ثورة الـ 21 من سبتمبر جاءت لتفتح الباب لهذا التحول الذي ظل الشعب اليمني يتوق إليه منذ زمن طويل؛ بسَببِ المؤامرات والحروب التي حالت دون تحقيق أي تقدم في اليمن، بل وجعله مسلوب الإرادَة والقرار.
واعتبر باراس، ثورة 21 سبتمبر، ثورة التحرّر والتغيير والبناء، وحقّقت إنجازات لا يستهان بها في مجالات شتى برغم الحرب والحصار والتحديات، مستعرضاً أبرز تجليات عظمة هذه الثورة في حكمة ورصانة القيادة الثورية؛ لما لها من بُعدِ نظر في اتِّخاذ القرارات الصائبة على كُـلّ المستويات والتفاف الشعب والقوات المسلحة اليمنية حولها، داعياً كافة أبناء الشعب اليمني إلى رَصِّ الصفوف ونبذ الخلافات التي زرعها المستعمر وأدواته والتوجّـه صوب تحرير الأرض ومقاومة المستعمر والحفاظ على ثروات البلاد.
وفي خضم الفعالية بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين، أكّـد عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري حميد عاصم، أن “ثورة الـ 21 من سبتمبر صنعت العديد من التحولات التاريخية على مختلف المستويات والمسارات”.
وأكّـد أن “الحرب التي شنتها دول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن، بعد ثورة 21 سبتمبر 2014م، لم تكن ترفاً وإنما واجب لتغطية الفراغ الذي تركته القوى التقليدية آنذاك، وأن الشعب اليمني وعلى مدى تسع سنوات قدّم أغلى ما يملك من الدماء والتضحيات دفاعاً عن أمنه واستقراره وسيادته واستقلاله”.
ولفت عاصم إلى الفارق الكبير الذي أحدثه البناء القتالي والعسكري اليمني على مسار المواجهة والندية، حَيثُ أكّـد بقوله: “نتذكر في مفاوضات جنيف كيف كانت اللهجة الأمريكية السعوديّة باتّجاه الوفد اليمني المفاوض، وكيف أصبحت اليوم بعد امتلاك اليمن لسلاح وقوة ردع صاروخية برية وبحرية وجوية، والتحولات الكبيرة التي حدثت في مسار المفاوضات”.
وأكّـد أهميّة مواكبة التحولات في مسار المفاوضات والعمل؛ مِن أجل تحقيق النصر وإصلاح المنظومة المؤسّسية والتغيير الجذري المنشود الذي يتطلع إليه أبناء اليمن.
21 سبتمبر ثورة كُـلّ الأحرار:
وفي الفعالية كان لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي حضور لافت بكلمة ألقاها محمد القاز، وأشَارَ خلالها إلى أن “ثورة الـ 21 من سبتمبر قامت ضد الطغيان ومحاولة الاستيلاء على السلطة من قبل “الإخوان” وحلفائهم من منظومة العمالة والتبعية للسعوديّة”، معتبرًا “هذه الثورة امتداداً طبيعياً واستحقاقاً شعبيًّا لتطلعات اليمنيين عبر العقود والمراحل الماضية وترجمة لمبادئ كُـلّ الثورات السابقة ورجالها الذين ضحوا بدمائهم في سبيل أن يحيا اليمن عزيزاً مستقلاً”.
وأكّـد أن المرحلة المقبلة على درجة كبيرة من الأهميّة والحساسية على المستوى السياسي كما هي على بقية المستويات، ما يتوجب على جميع القوى السياسية وفقاً لما تفرضه الثوابت الوطنية من الحرص على المزيد من التلاحم والاصطفاف والتجهيز لمرحلة جديدة من مراحل النضال الوطني سياسيًّا وانتزاع الحقوق المسلوبة والمصادرة من قبل تحالف العدوان، مُشيراً إلى أن دور الأحزاب والقوى الوطنية جزء لا يتجزأ من أدوار المكونات السياسية والاجتماعية والقبلية التي سطرها الشعب اليمني على مدى السنوات الماضية من الحرب والحصار.
وفي السياق أشار رئيس تحالف الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان المهندس لطف الجرموزي، إلى أن احتفال اليمن بعيد الثورة التي كان أَسَاسها الإرادَة الشعبيّة المعبرة عن آمال وتطلعات ووعي وبصيرة الشعب اليمني، مؤكّـداً أن هذه الثورة تميزت بوطنية التوجّـه والقيادة والقرار وبُعد أخلاقي وقيمي غير مسبوق في تاريخ الثورات؛ ما جعل ذلك ملهماً في الصمود أمام كافة التحديات والمخاطر التي واجهت الشعب اليمني.
وقال الجرموزي: “جدير بنا التذكير بهذه الثورة الشعبيّة التي أطاحت بنظام العمالة والتبعية والخيانة والارتهان والفساد وفتحت المسار التحرّري لقرارنا السياسي اليمني وأزالت عن شعبنا الوصاية والهيمنة والارتهان الخارجي إلى غير رجعة”.
وَأَضَـافَ “أن الأحزاب والقوى السياسية الثورية المناهضة للعدوان تؤمن بأهميّة حماية المسار الثورة الجهادي من خلال العمل على إصلاح الاختلالات في الأداء الحكومي وفقاً لمتطلبات المرحلة وتطلعات الشعب في ظل قيادة لا تدخر جهداً في التوجيه والإرشاد والمتابعة الحثيثة لكل المسارات العملية”.
ونوّه الجرموزي، إلى أن محاولات أعداء الدين القضاء على الثورة الشعبيّة في سياق تاريخي لإجهاض الثورات اليمنية خلال العقود الماضية، باءت بالفشل وتحقّقت العديد من الإنجازات التي كان أبرزها إجهاض المشروع الصهيو أمريكي في اليمن.
شهادةٌ من فلسطين: نموذج الثورة الحامية لقضايا الأُمَّــة:
وعلى صعيد متصل ألقى ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن، أحمد بركة، كلمة أكّـد فيها أن الثورة بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أحدثت تغييراً جذرياً في الفكر وفي فلسفة الحياة وفهم الإنسان لمقصد وجوده وفي علم الأخلاق، والارتقاء بالإنسان وفي نظام الحكم، مبينًا أن ثورة الـ 21 من سبتمبر لم تنل حقها من الاستعراض والنقاش والتحليل كونها أحدثت تحولاً استراتيجياً في منطقة فائقة الحساسية.
وأكّـد أن “الثورات لا تقاس بعمرها الزمني ولا بحدودها الجغرافية، بل بحجم إنجازاتها ومدى تغييرها للواقع وتأثر الإنسان بها، وتقاس أَيْـضاً بمدى الوقوف أمام قوى الهيمنة والسيطرة وقوى المال المدنَّس”، مُشيراً إلى أن “ثورة الـ 21 من سبتمبر استطاعت إنقاذَ اليمن من مخطّطات الاستعمار الجديد وأفشلت المساعيَ الغربية التي كانت تستهدفُ حاضرَ اليمن ومستقبله وأعادت لليمن واليمنيين حضورَهما الإقليمي والدولي، بعد أن كان اليمن مرتعاً للدول الأجنبية والعربية الطامعة في استغلال مقدراته وثرواته وحقه الأصيل في استقلاله”.
وقال: “إن الحديث عن هذه الثورة، حديث عن ثورة قضت على الإرهاب، سواءٌ أكان إرهابَ جماعة أَو دولة في كثير من المناطق، وأوقفت التقسيم الجغرافي وأسقطت الوصاية على اليمن أرضاً وإنساناً، وكشفت الكثير من الأقنعة التي كانت تستهدف تقسيم اليمن ونشر الفوضى والإرهاب”، مُضيفاً “قدمت الثورة اليمنية الأنموذج العملي لنصرة القضية الفلسطينية وأكّـدت أن فلسطين في أبجديات اليمن واليمنيين، فهي فوق السياسة والمصالح وطاولات التفاوض، وهي كما عبر عن ذلك السيد عبدالملك الحوثي، قضية عقائدية وعودة فلسطين وعاصمتها القدس الموحدة إلى الوطن الإسلامي الكبير جزء من الدين، فالدين يؤخذ كله ولا يتجزأ”.
وفيما تخلل الفعاليةَ قصيدةٌ للشاعر نشوان الغولي، وأوبريت حول ثورة 21 سبتمبر، كان رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس قد ألقى كلمة أوضح فيها أن “الاحتفال اليوم بذكرى ثورة الـ 21 من سبتمبر بالتزامن مع مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، احتفال بذكرى مولد النور الذي ساهمت تجلياته في تمكين الشعب اليمن برفض كُـلّ أشكال الظلم والتسلط وتفجير ثورة شعبيّة خالصة”.
واعتبر “ثورة الـ 21 من سبتمبر محطةَ تحوُّلٍ في تاريخ اليمن الحديث وإعلان يمن جديد شعاره الحرية والتخلص من سيطرة وتبعية القوى الاستعمارية التي سعت من خلال أدواتها إلى سلب حرية واستقلال الشعب اليمني ونهب ثرواته وخيراته ومقدراته”.
وقال: “نحتفي اليوم بذكرى مجيدة يشعر فيها الشعب اليمني بالعزة والكرامة بعد أن استطاع النهوض بكل شموخ من بين ركام الحرب التي فرضتها عليه القوى الرجعية في المنطقة، التي رأت في ثورة 21 سبتمبر مصدرَ إزعاج لها وأسيادها: أمريكا وبريطانيا والصهيونية العالمية، فشنت عليه عدواناً سافراً استهدف البشر والحجر وكلّ مقومات الحياة”.
وأشاد رئيس مجلس الشورى بمواقف المكونات السياسية على الساحة الوطنية، التي ساهمت في تعزيز التلاحم الوطني وثبات الجبهة الداخلية التي سعى العدوان وما يزال لتفكيكها، مشيداً بالتطور النوعي والمتلاحق للقوات المسلحة اليمنية بكل تشكيلاتها التي قفزت بشكل نوعي بفضل جهود المخلصين من أبناء اليمن والشرفاء في إعادة بنائها وتطويرها.