رغم الحصار يحتفلُ الأنصار بذكرى مولد المختار
يونس السالمي
رغم استمرار العدوان والحصار الغاشم على شعبنا اليمني الصامد، ها هم اليمانيون أحفاد الأنصار يستقبلون ذكرى مولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، بكل محبة وشوق، معبرين بذلك عن حبهم وولائهم المتجذر تاريخيًّا للنبي الأعظم، وجميعهم يهتفُ: لبيك يا رسول الله.
ندرك ويدرك الجميع أن الأنظمة السابقة التي حكمت اليمن وكان يسيرها ويوجهها السفير الأمريكي عملوا على تغييب رسول اللّه عن حياتنا، ولم يكن هناك أي اهتمام في إحيَـاء شعائر الله وفي تعظيم دين الله وتعظيم شخصية رسول اللّه -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- وإحيَـاء مولده المبارك الشريف بهذا الزخم الكبير؛ حتى أنعم الله علينا كشعب يمني بقيادة من آل بيت رسول اللّه، وبفضل الله وفضل القيادة القرآنية انكشفت الغمة والظلام عن بلد الإيمَـان والحكمة، وتحرّروا من التبعية للغرب وعادوا للارتباط بهدى الله وبكتابه ورسوله وآل بيته، فانتصروا على أعدائهم واستعادوا كرامتهم وعزتهم، وما زالوا يخوضون أشرف وأعظم معركة جهادية في الدفاع عن الدين والأرض والعرض، وصامدون في مواجهة العدوان الغاشم والمستكبرين الطغاة، مستمدين ذلك الصمود من التمسك بهدى الله، ومن صدق التولي لله ولرسوله وللإمام علي ولآل بيت رسول الله الأطهار.
لقد صحا الشعب اليمني واستعاد كرامته وعزته وهُــوِيَّته الإيمانية الأصيلة بعد أن تولى الله ورسوله والإمام علي وأئمة الهدى قرناء القرآن، وهذا بفضل الله أن منّ علينا بالمسيرة القرآنية المباركة وقيادتها الربانية القرآنية.
ها هم أحفاد الأنصار يستعدون لاستقبال أعظم الأيّام وقد دشّـن القائد العلم القائم من آل بيت رسول اللّه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف.
واستعداداً لاستقبال أعظم الأيّام شرع اليمانيون أحباب وأنصار رسول اللّه في تزيين منازلهم وشوارعهم وجبالهم ومدنهم وقراهم.. واكتست اليمن اللون الأخضر لتعلن إحيَـاء ذكرى مولد النور المحمدي.
يثبت اليمنيون مجدّدًا أنهم أنصار رسول اللّه في كُـلّ زمان ومكان، ولسان حالهم يقول كما قال أجدادهم الأنصار لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله: “رضينا برسول الله قسماً ونصيباً”، لبيك يا رسول الله.
نستعد للاحتفال بذكرى مولد المختار ويكفينا فخراً وشرفاً أننا برسول الله نحتفل وبذكرى مولده نفرح ونبتهج، ونجدد له العهد والولاء بالسير على نهجه والتمسك بما تركه لنا كتاب الله وعترته الأطهار، بينما أُولئك الذين ينكرون احتفالنا بذكرى مولد رسول الله ويزعجهم احتفالنا وأحيائنا لذكرى مولد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- يحتفلون بالعاهرات والراقصات وأعياد النصارى واليهود ويهرولون للتطبيع والانبطاح للصهاينة والأمريكان.
فهنيئاً لنا شعب اليمن بالرسول، وما نحن فيه من عزة وكرامة… وويح لهم مما هم فيه من ذل وهوان وانبطاح وتبعية لأئمة الكفر أعداء دين الله وأعداء رسول الله وآل بيته.
العالم كله ينتظر الثاني عشر من ربيع الأول وسوف يخرج اليمنيون جميعاً إلى ساحات الاحتفال بذكرى مولد النبي الأكرم، وسيرسم أحفاد الأنصار لوحة بشرية مليونية في ربيع النور، وسوف تهتز عروش الطغاة والمستكبرين، وترتجف قصور دول الكفر والعدوان، وسيشرق النور المحمدي ويدحر ظلام المستكبرين.
يجزم أحفاد الأنصار بأن احتفالهم بذكرى مولد النبي الأكرم محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- هو من صميم الإيمَـان والاستجابة لأمر الله عز وجل: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا).. والنبي الأكرم أرسله الله رحمة للعالمين.
نحيي ذكرى مولد الرسول الأعظم لتعود الأُمَّــة للارتباط بنبيها والاعتزاز به فهو أعظم وأنجح قائد في التاريخ.
وختامًا أقول إن حب وموالاة واتباع رسول اللّه -صلوات الله عليه وعلى آله- هو من صميم الإيمَـان وهو علامة يميز الله بها المؤمن من المنافق، والـ21 من ربيع الأول موعدنا لإثبات صدق إيماننا وحبنا وولائنا لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.