21 سـبتمـبر الـفـتحُ الـمبـيـن
الاعتزاز خالد الحاشدي
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا، لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا، وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا).
عندما كانت صنعاء تعاني من الظلم والاضطهاد، ويعاني أهلها من فساد الفاسدين، كانوا يتحملون كُـلَّ تلك المعاناة من أُولئك الطغاة، لا نظامَ ولا حكام أوفياء نزيهين شُرفاء، جميعهم تحكمهم أمريكا، فظل الشعب تحت وصاية أجنبية.
فأتت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر؛ لتقضيَ على كُـلّ ذلك الفساد، وتحرّر صنعاء وبقية المحافظات من ذلك الظلم والطغيان، وتبقى اليمن خاليةً من أُولئك الخونة الظلمة العملاء.
كانت اليمن تحت وصاية أجنبية لا يتم أي تعيين أَو تحَرّك إلا بعد أخذ الإذن من أمريكا، جرى فساد غير مسبوق في بلادنا، وكان جميعُ المسؤولين لا يعملون إلا لمصلحتهم الشخصية فقط، ولا يهمهم الشعب ولا حالته.
ومن ناحية الأمن والاستقرار؛ فقد كان معدوماً بشكل كلي، التفجيرات بشكل عشوائي؛ فلا ننسى واقعة يوم الجمعة، في مسجدَي بدر والحشحوش، وذلك التفجير الذي قضى باستشهاد مئات من أفراد وضباط الجيش، وكم أُزهقت أرواح بغير ذنب، ولا ننسى جرائم الاغتيالات بحق عدد من مسؤولي ورجال الدولة، كـ عبدالكريم الخيواني وعبدالكريم جدبان، وغيرهما، فبأي ذنب قتلت؟!
بقي جميع أفراد الشعب في ذلك الوضع المزري والمخيف، يعيش حالة التخبط والخوف الشديد، ولا يستطيع أي فرد في الجيش أن يرتدي بدلته العسكرية؛ خوفاً من الرصد والاغتيال وما إلى ذلك، أصبح كُـلٌّ من المواطنين يتوقع موته في أية لحظة، كُـلّ؛ بسَببِ عدم وجود الأمن والاستقرار الذي هو حق أَسَاسي من حقوق الشعب، فلم تستطع تلك الحكومة أن توفر للشعب الأمن؛ لأَنَّها هي بالأَسَاس حكومة فساد.
عاش الشعب تلك السنين في فوضى وانتشرت الجرائم بشكل فظيع، حتى أتى ذلك الفتح المبين على يد السيد القائد/ عبدالملك -يحفظه الله-، الذي جاء من أقصى اليمن يسعى؛ كي يحرّرنا من كُـلّ الظالمين والفاسدين، ويؤمّن البلاد ويجعل الشعب يعيشُ في سكينة وهدوء، وما إن تم هذا الفتحُ وبعده بأشهر قليلة حتى تكالبت دولُ العالم على شعب الإيمان والحكمة، حين علمت أنه قد امتلك قائداً عَلَماً من أعلام الهدى، قد سيطر على اليمن واتبعه كُـلّ الشعب، حتى قامت بإعلان الحرب.
بالمختصر -وقد مر على هذا العدوان ثمانية أعوام وإلى اليوم- لم يتمكّنوا من احتلال اليمن، وأعلنوا فشلَهم في جميع المجالات، وكل ذلك كان بفضل الله -سبحانه وتعالى- ثم القيادة المحنكة القوية.