واقعُ اليمن اليوم نفحةٌ من كرامات الارتباط والمحبة لرسول الله (ص)
فضل فارس
إن من يتأمل اليوم ومن واقع الولاء الصادق والارتباط الإيمَـاني الوثيق في واقع ومضمون توجّـهات وارتباطات أبناء هذا الشعب العظيم بنبيهم وَبالأعلام الهداة من أهل بيته لهو من يخر وهو في عصمة لله سجوداً وتسبيحاً.
عندما ينظر وبكل إعزاز إلى يمن الإيمان كما أسماه النبي الأكرم أوائل بزوغ الإسلام، وهو قد مزج بكل إيمان ومحبة بين علاقته العريقة بالرسل وَالرسالات السماوية وبين إيمانه وحبه وارتباطه الوثيق والمتأصل بالحبيب محمد خاتم الأنبياء والرسل، وذلك ما بات يلحظ في هذه الأيّام عبر الاستقبال الفرائحي الرسمي وَالمجتمعي لأبناء هذا الشعب استقبالاً وتوقيراً وتعزيراً بذكرى مولده الشريف وَالمبارك، وقد صنع من كُـلّ تلك المبادئ والقيم لوحة جمالية تحمل رونقاً جمالياً فريداً من نوعه، وهذه الواحة الجميلة تحمل من مشاعر الحبٍ والإيمان الصادق، وكذلك مشاعر الولاء والانتماء والارتباط المبدئي الثابت بالرسول الأكرم، مشاعر حية ليست عبارة عن أحاسيس داخلية كما يشعر بها الكثير من الناس؛ إنما مشاعر نراها تتجسد مواقف وتوجّـهات في الواقع الروحي والعملي لهذا الشعب العظيم، فمشاعره تجاه نبيه الكريم وَالتي قد أصبحت تتجلى وتتجسد واضحة وَجلية بل وفي أبها وأروع حلة، وأقلها -تلك المشاعر المحمدية التي تحملها قلوب أبناء يمن الإيمان والحكمة- ما تظهره هذه الواحة الفنية المكتسية بالأخضر البراق والتي رسمها فرحاً وَابتهاجاً بقدوم ذكرى مولد من بعثه الله رحمةً للعالمين، مولد من شرف الله به الأرض ومن عليها، مولد من سجدت له الملائكة، خير البشرية وخاتم أنبياء الله ورسله، من اختاره الله وَاصطفاه وأكمله وكرَّمه على جميع خلقه ورسله وأنبيائه، محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم-.
كذلك وإن هي إلَّا رونق كرامات ونفحات عبير تلك المشاعر المحمدية التي يظهرها ويختزلها تولي ومحبةُ وارتباطُ شعبنا العظيم بالنبي الأكرم وآل بيته، ما قد جسّدها حضوراً في الميدان وَبأعظم وأبها تجلياتها في نجاحه وصموده الأُسطوري الذي حقّقه وعلى مدى تسعة أعوام في وجه هذا العدوان الظالم والغشوم على شعبنا، وَبتكبرٍ وإجرامٍ منقطع النظير بذل المعتدي فيه ولا زال كُـلّ جهده، وكامل طاقته، ولَكنه ورغم كُـلّ ذلك -وهي نتائج تلك البركات والنفحات المحمدية لأبناء شعبنا العزيز- قد ذل وَهُزم وتراجع بل قد تحطم وسحق وأهين العظيمَ من كبره وكبريائه.
وفي النهاية وبعزة العزيز القدير قد خر بما يملك من أجندة وولاءات، كذا من عدة وعتاد منكسراً صاغراً وذليلاً تحت أقدام الحفاة من متولين الله ورسولَه وأعلامًا هداةً.