ماذا لو لم تكن هناك ثورة 21 سبتمبر؟
محمد جلّاس
بعد مرور تسعة أعوام من ولادتها، تظهر ملامحها عامًا تلو الآخر، وتبرز خصائصها في كُـلّ يوم، وتترعرع بيد أبطالها، وفي فجر الذكرى التاسعة لها، يقطف قاداتها زهورها، ويجني الشعب ثمارها، بعرض عسكري مهيب، ارتعب كُـلّ من هو جنديٌّ غازٍ من الحزمة العسكرية في العرض، واقشعرت جلود الـ F16 والباتريوت خوفاً من نماذج سلاح الجو المسيّر والدفاع الجوي المشاركة في العرض، ويتحول نفط المملكة إلى ماء؛ تمويهاً من الترسانة الصاروخية التي تجولت في السبعين أثناء العرض.
إنها ثورة 21 سبتمر، ثورةٌ أعزنا الله بها من الذل والخضوع والتفكك الذي كان يلحق بنا يومًا بعد آخر قبل الثورة المباركة، ثورةٌ لا يرى نتائجها حاضرة سوى من يؤمن بمبدأ الحرية والاستقلال، ولا ينعم بها غير أُولئك، ومن لا يؤمن بها، فليسأل ذاته “ماذا لو لم تكون هناك ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر؟”.
باختصارٍ شديد لو لم تأتِ ثورة 21 سبتمبر، لكانت حفلات تدمير الألغام ومنظومة الدفاع الجوي لدى القوات المسلحة تحت إشراف الأجنبي ما تزالُ قائمة.
لو لم تكن هذه الثورة، لكان السلاح الجوي لدى الدولة يحظى بالسقوط رحلة بعد أُخرى كما كان الحال سابقًا.
لو لم تكن الثورة، لاستمرت مسارات التفكيك وهيكلة الجيش اليمني، ولكنا نرى الأمريكي يدوس أراضي المحافظات الحرة كما يدوسُها حَـاليًّا في حضرموت وسقطرى وشبوة.
ولكنا نرى سكاكين القاعدة كما يراها أهل شبوة وأبين وغيرها من المناطق الجنوبية.
وَلكان سعر الصرف في صنعاء يتجاوز الـ1400 كما هو الحال في الجنوب.
ولكانت هناك الكثير من الأوضاع الكارثية والمزرية التي لا تتيح لي المساحة ذكرها هنا، فالمتغيرات التي صنعتها هذه الثورة المباركة كثيرة، ومن لا يرضى بها، يرضى بالانبطاح والذل والتسليم ليد الوصاية الأجنبية، ولا بديل غير ذلك.