كُتَّابٌ ومفكرون عرب تعليقاً على العرض العسكري: اليمنُ سيكونُ حاضراً في معادلات القوة بين الكبار
المسيرة | متابعات:
تتواصلُ ردودُ الفعل العربية والدولية حتى اللحظة؛ جَرَّاءَ العرض العسكري الأضخم للقوات المسلحة اليمنية الذي شهده ميدانُ السبعين بالعاصمة صنعاءَ، الخميس المنصرم، بمناسبة العيد التاسع لثورة 21 سبتمبر المجيدة.
وفي قراءته لمجريات العرض، أكّـد رئيس تحرير صحيفة البناء والنائب اللبناني السابق، ناصر قنديل، أن “العرض العسكري الأخير في صنعاء هو أحد مظاهر وتجليات إنجازات ثورة الـ21 من سبتمبر”، معتبرًا أن القوة المسلحة اليمنية أصبحت الآن شريكاً في كُـلّ معادلات الإقليم.
وَأَضَـافَ قنديل في تغريدة له على صفحته بمنصة “إكس” أمس: “للمرة الأولى نحن أمام جيش يمني حقيقي قرارُه ينبعُ من اليمن”، موضحًا أن الجيش اليمني يصنع الصواريخَ الكاسرة التي تمكّن اليمن ليكونَ حاضراً في معادلات القوة بين الكبار.
وأشَارَ إلى أن “القواتِ المسلحة اليمنية أصبحت الآن شريكاً في أمن الطاقة، وشريكاً في أمن المعادلات الملاحية، وهي شريك في أمن استقرار الخليج بصفتها أحد المقتدرين العسكريين فيه، كذلك هي شريك في الأمن القومي العربي في قضية فلسطين”، لافتاً بأن “من لا يدرك ذلك فليقرأ ما يقولونه الإسرائيليون عن الاقتدار اليمني”.
وبيّن قنديل أن “العمود الفقري في كُـلّ دول العالم لبناء الدولة هي القوات المسلحة، ومن لا يبني قوات مسلحة لا يملك مشروعاً لبناء دولة”، منوِّهًا إلى أن “اليمنيين استفادوا من مرحلة خفض التصعيد في بناء قوتهم، وأنتجوا المزيد من القوة وراكموا المزيد منها، وذلك دليلٌ على العزيمة والإرادَة والإمْكَانية العقلية والإمْكَانية العملية”.
ولفت الإعلامي والبرلماني اللبناني إلى أن “الحل العسكري في اليمن فشل، والحصار فشل؛ لأَنَّه في ظل الحصار بُنيت هذه المقدرات وفي ظل الحصار تحقّقت هذه الانتصارات”، داعياً تحالف العدوان للانخراط مع اليمن في تفاهمات والاعتراف بأنه تخطى الأزمة وانتصر على العدوان وكسر الحصار، مضيفاً: “أمن الآخرين الآن يُشترى من اليمن؛ لأَنَّه فرض معادلات ردع”.
واختتم قنديل بقوله: “أرى أنه جرى استغلال واستثمار كُـلّ وقت العدوان والحصار في بناء عصب الدولة وأَسَاسها، المتمثل بالجيش والقوات المسلحة، وبناء قوات مسلحة من الذي رأيناه في العرض العسكري هو يبشر بالخير”.
قائدٌ يمني شُجاع:
من جهته، أشاد رئيس منتدى السلام الدولي، الباحث حسين المالكي، بالعرض العسكري للقوات المسلحة اليمنية بمناسبة العيد التاسع لثورة 21 سبتمبر.
وَأَضَـافَ في تغريدة له على صفحته الشخصية بمنصة “إكس”، أمس الأحد: “كنت قد عزفتُ عن الكتابة عن مظلومية الشعب اليمني لظروف أمنية خَاصَّة، إلا أن الاستعراضَ العسكري الأخير شدَّني إليهم أكثرَ من أي وقت مضى”، مبينًا أن “الحصارَ والحرب هما السببُ الرئيسُ لتنامي قوة صنعاء التي أضحت ظاهرة للعيان؛ فلولا الحرب والحصار لما شهدنا عرضاً عسكريًّا مهيباً ملفتاً، لقد تمرسوا على القتال منذ وقت مبكر يبرزون في الميدان أشدَّ وأنكى من ذي قبل، وتلك الأيّام قد شهدت بالجدارة والاقتدار العسكري والسياسي والاقتصادي وآخرها الاستعراض العسكري الذي لفت انتباه جميع أحرار العالم”.
وعبَّر الباحث المالكي عن تهانيه للسيد عبدالملك الحوثي، واصفاً إياه بالقائد اليمني الشجاع، صانعِ التحولات والمعجزات، وذلك بمناسبة ذكرى الانتفاضة الشعبيّة التي حدثت في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤، وللشعب اليمني العظيم المقاوم الصابر، وهي كذلك لتلك القوات الباسلة الصابرة المجاهدة، سائلاً الله تعالى أن ينصرهم بنصره.
وفي ظل التطورات المتسارعة أوضح تقرير غربي، أمس الأحد، أن “السعوديّة تتبنى استراتيجيةً جديدةً للخروج من المستنقع اليمني، وذلك عبر الوصول إلى تسوية وتفاهمات مع حكومة صنعاء بعد أن فشلت في تحقيق نصر عسكري على الأرض طيلة 9 سنوات”.
ونشر معهد دول الخليج العربية في واشنطن (AGSIW)، تحليلاً للكاتبة “إليونورا أرديماني”، أكّـد أن “السعوديّة تهدف في المقام الأول إلى تأمين اتّفاق ثنائي مع صنعاء لتحقيق الاستقرار على الحدود ومنع الهجمات الجديدة المحتملة ضدها”، مبينًا أن “هذا يشير إلى أن المملكة تقترب من حَـلّ في عدوانها على اليمن من منظور الحدود، وبالتالي تقليص أهدافها الأولية، التي كانت تتمثل في الهزيمة العسكرية لقوات صنعاء”.
وتابعت الكاتبة: “عندما أدركت السعوديّة أنها لا تستطيعُ تغييرَ ميزان القوى في شمال اليمن تحول تركيزها الاستراتيجي نحو الجنوب”، لافتة إلى أن المملكة تراجع استراتيجيتها في المناطق الجنوبية باليمن لتوسيع النفوذ العسكري والسياسي السعوديّ، وبالتالي تحدِّي النفوذ الملحوظ الذي بنته الإماراتُ منذ 2015 على حساب الرياض.
وبيّن التحليلُ أن السعوديّةَ قامت بدعم وتمويل ميليشيا ما يسمى الدرع الوطني، الذي تم الإعلان عنها في يناير الماضي، والتي تقدر قواتها بنحو 20 ألف مقاتل، يتألَّف الجزءُ الأكبر من التيار التكفيري المتطرف، حَيثُ أضفى المرتزِقُ رشاد العليمي الطابعَ الرسمي على هذه الميليشيا كوحدة احتياطية تحت إشرافه المباشر، وخارج ما يسمى وزارة الدفاع بحكومة الفنادق.
ونوّهت الكاتبة إليونروا إلى أنه تم الإعلان عما يسمى “درع الوطن” التي تم إنشاؤها في الأصل في ضواحي عدن ولحج وأبين، في عدة ألوية في المحافظات الجنوبية المحتلّة وانتشرت في وادي حضرموت، الغنية بالنفط.
وذكرت الكاتبةُ بأنه “للمرة الأولى منذ عقود، بدلاً عن التعامل مع اليمن؛ باعتباره “فناءَها” أَو كامتدادٍ لمجالها الداخلي، تتعامل السعوديّة مع اليمن؛ باعتباره قضيةَ سياسة خارجية لها آثارٌ أمنية ذات صلة، حَيثُ يرجع ذلك إلى الرياض التي لم تعد قادرة على فرض قواعد اللعبة، وتفتقرُ إلى محاورين راسخين بين السياسيين والحلفاء القبليين؛ ولذلك تختار التسوية بشكل مباشر مع حكومة صنعاء في محاولة لتعظيم المكاسب من خروجِها العسكري من اليمن”.