أهمُّ ما تميَّزت به ثورة 21 سبتمبر: شخصيةُ قائدِها
محمد موسى المعافى
تميَّزت ثورة 21 سبتمبر بعدة مميزات:- أهمُّها شخصيةُ قائدِها، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- قائد المسيرة القرآنية، ذلك الشاب الذي قَدِمَ من خلف الأقدار ليقلبَ طاولةَ التاريخ اليمني رأساً على عقب، وَالاسمُ العابرُ للحدود الأشهرُ حَـاليًّا في الإقليم، والأقوى حضوراً وتأثيراً على الساحة المحلية وَالرقم الصعب في معادلة الحاضر والمستقبل اليمني.
السيدُ القائدُ شخصية مثَّلت عهد انفراجات لهذا الوطن من كُـلّ هَمٍّ وضيق ومصدر أملٍ لكل المستضعفَين في الأرض، فكان السيد القائد وما يزال وسيظلُّ غيثَ سعادةٍ لأمة لم تعرفْ قبله سوى ظلمات التعاسة منذ أمد بعيد وَهبَّات نسيم محبة وَأُلفة وتكافل وتراحم ولباس تقوى بعد زمن تصحُّرٍ فكري وَروحي مديد.
شخصيةٌ إيمانيةٌ وطنية فريدة رسم ولا يزال وسيظل يرسُمُ بموجِّهاته وكلماته النيرات على وجه نهار يمن الإيمَـان والحكمة ابتسامةَ فرح ألبستها ثوبَ مهابة ساحرَ الجمال والجلال.
هو القائدُ الشابُّ الذي جاء -بإذن الله- ليكحِّلَ عيونَ هذا الوطن بأنامل من نور القرآن، ويرمم صروحَ أولي البأس والقوة بهدي جده النبي العدنان، ويرفع قواعدَ عهد رباني نبوي شامخ البنيان وهو عهدٌ مباركٌ مشرق يحملُ لشعب الحكمة والإيمَـان سنابلَ الآمال وَالأماني.
يُعرَفُ السيدُ عبدالملك بالقائد القوي والمقتدر الذي عَرف كيف يلوي ذراعَ تحالف قاده وأشرف عليه النظامُ الأمريكي بشكل مباشر، وَيُعرَفُ بالقائد الذي أرعب العدوَّ؛ ما جعله يضربُ ألفَ حساب لكل إطلالة يظهرُ فيها، لكن مع كُـلّ ذلك فهو يحمل الكثيرَ من الإنسانية والرقة والعطف والحب لجماهير شعبنا، يحمل في قلبه “عطفاً” غير محدود تجاه شعبنا، يتتبّع قضاياهم، ويحزنُ لآلامهم ومعاناتهم، ويعز عليه أن يلحقَهم العنتُ والضرر، فقد تميَّزت شخصيةُ قائد الثورة -يحفظه الله- بكونها الشخصيةَ التي تنشغلُ بمحبة جماهير شعبنا اليمني العزيز، حباً ليس لأجل الحب فقط، بل يحب مصلحتهم ويخاف على آخرتهم أكثرَ من دنياهم، يحمل في قلبه كُتَلًا كبيرةً من العاطفة وَالحب وَالاحتضان لهذا الشعب، فهو من يوصي دائماً باستيعابِ الناس إلى أبعد الحدود.
كما تميَّزت شخصية السيد القائد -يحفظُه الله- بأنه الإنسان الذي لم تغيّره الدنيا ولم يأخذه بريقُ المنابر عن الإحساس بمعاناة شعبنا اليمني العزيز والصابر والصامد، فهو الذي لم تزدْه هُتافاتُ الناس وزوامل المنشدين وَقصائدُ المادحين إلَّا تواضُعاً، فالسيدُ القائد اليوم هو نفسُه عندما لم يكن كذلك، بل ازداد تواضُعاً.