يومٌ حافلٌ في تاريخ اليمنيين.. تُوِّجَ بتوجيهاتِ القائد المباركة وعرض السبعين المهيب
طارق مصطفى سلَّام
يدشِّـنُ اليمنيون اليومَ بعد 9 أعوام من عمر ثورتهم المجيدة في الـ21 من سبتمبر مرحلةً جديدةً من الصمود والنضال والكفاح؛ إيمَـانًا منهم بعدالة مشروعهم وأحقية انتزاعِ مطالبهم المحقَّة من صَلَف المعتدين وتحالُفِهم.
إن هذه الثورة المباركة تُوِّجت بنجاحات كبيرة ورسائلَ هامة برزت عناوينُها العريضةُ في خطاب المناسبة لسماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وما تخلَّلَ ذلك الخطاب من إعلان هام عن مرحلة جديدة وتغييرات جذرية تلبِّي طموحاتِ الشعب اليمني الصابر وَالمتعطِّش للعيش بحرية وكرامة وازدهار؛ وبما يضمِّنُ هذه الثورة المباركة في المضي نحو تحقيق كُـلّ أهدافها التي نجني ثمارَ إنجازاتها المباركة اليوم، من خلال إعلان القائد لتدشين هذا العام بتغييرات إصلاحية ضرورية كانت محلَّ ترحيب وتأييد كافة أبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناته وأطيافه ونُخَبه السياسية والرسمية المختلفة.
وكذلك العرضُ العسكري المهيب في صبيحة الاحتفال بعيد الثورة في ميدان السبعين والذي كان رسالة ذات طابع آخر وغاية مهمة نقلت توجّـهات صنعاء لحسم إرادتها بنيل حقوق اليمنيين ما لم يسارع العدوّ والمحتلّ في تلبية الشروط التي قُدِّمت له؛ الأمرُ الذي يُعَدُّ بمثابةِ إعلانٍ رسمي واضح باتِّخاذ صنعاء موقفًا حازمًا وصارمًا سيكون له أثرٌ كبيرٌ على دول العدوان، في حال استمرت في استغلال صبر وحكمة القيادة اليمنية في التعامل الإيجابي والمَرِنِ مع الوساطة العُمانية.
21 سبتمبر 2023م يومٌ حافلٌ في حياة وَتاريخ الشعب اليمني ومناسبة عظيمة حملت في طياتها كُـلَّ معاني الفخر والاعتزاز؛ لما شهدناه كشعبٍ ونُخَبٍ سياسية وقيادات في الدولة ومسؤولين، من حرصٍ واهتمامٍ من هذه القيادة الربانية في كُـلّ ما يخص حياة هذا الشعب ومستقبله واستقراره وتحسين مستوى معيشته وتسخير مقدرات ومكتسبات هذا الوطن بما يخدُمُ حياة المواطنين ويطوِّرُ من مستواهم التسليحي العسكري والحربي، وَينمي من الاهتمام البالغ في تنمية المستوى الاقتصادي والمعيشي في ظل ظروف غاية في التعقيد وغياب الإمْكَانيات، إلَّا أن ذلك الاهتمامَ الكبيرَ من القيادة سيجني ثمارَه ويلمسُ المواطنُ نتائجَه المباركة في القريب العاجل؛ فالجميعُ يعلمُ أن قائدَنا هو صاحبُ والقول والفعل، ونحن نؤيِّدُ كُـلَّ ما يراه مناسبًا في سبيل عزة ورفعة هذا الشعب.
وَفيما يتعلق بالشأن الجنوبي المحتلّ، فقد تطرَّقت رسائلُ العرض العسكري في السبعين وأبرزها ما كان لها الأثرُ الكبيرُ في نفوس اليمنيين والتهديدات الصريحة والواضحة الموجَّهة لقوى الغزو والاحتلال الأجنبي في المحافظات والجزر والموانئ اليمنية المحتلّة من قِبل القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية ومن سار في رَكْبِهم، بأن اليمنَ هي صاحبةُ الحَقِّ والسيادة في التصرف والعمل في هذه الأراضي اليمنية، وأن عليهم مغادرتها فورًا دون شروط أَو قيود، وَإلَّا فَــإنَّ عليهم أن يتحملوا تبعات ما اقترفوه وجنَوا على أنفسهم، وسيكون مصيرُهم كمصير من سبقهم من الغزاة والطامعين؛ فالتاريخُ يعرفُ اليمنيين حَقَّ المعرفة، وعليهم أن يأخذوا لهم قِسْطًا من الوقت لقراءة هذا التاريخ ويستفيدوا مِمَّا لَحِقَ الامبراطوريات التي وَطِئت أقدامُها أرضَ اليمن الطاهرة، ولهم في ذلك خيرُ درس وعبرة.
* محافظ محافظة عدن