مفاجآتُ جيشٍ مؤمِنٍ أثلجت صدورَ الأحرار
وسام الكبسي
عرض عسكري مهيب لجيش ثورة 21 سبتمبر المباركة في ذكراها التاسعة، أذهل الجميع بمفاجآت أثلجت صدور الأحرار، وبث روح الطمأنينة لأمة تواجه الإمبريالية الغربية ليلَ نهارَ، وبعث الأملَ لشعوب تتوق إلى الانعتاق والتحرّر من أنظمة عميلة تقود شعوبها قسراً إلى سوق النخاسة والتطبيع، وأسكن الرعب أفئدة الأعداء وجعلهم في حيرةٍ من أمرهم يندبون حظهم التعيس، كيف لهذه الجحافل أن تظهر بهذا المستوى المتقدم من الكفاءة العالية والاقتدار، من حَيثُ العديد والتدريب والتسليح، وهم ما يزالون تحت النار والحصار طيلة عمر ثورتهم التي تهدف إلى الحرية والاستقلال ومؤازرة المستضعفين في أرض الله، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني لانتزاع حقه وتطهير المقدسات من دنس اليهود.
أعوام تسعة من عمر عدوان قضى على كُـلّ شيء في يمن الإيمان، رافقه حصار خانق مميت حتى على الحالات الإنسانية، وتخضع جميع المعابر البرية والجوية والبحرية لرقابة مشدّدة استخدم فيها الأمريكي وأدواته كُـلّ الأساليب الأمنية والعسكرية والفنية والأقمار الصناعية بحيث لا يتم السماح لأي شيء يعبر إلا بعد التفتيش الدقيق، وقد سبق عدوانهم هيكلة المؤسّسة العسكرية والأمنية وتفكيكُه حتى أصبح الجيش والأمن غير قادر على توفير الحماية لمنتسبيه -عوضًا عن توفير الحماية للشعب- وقد جرب الأمريكي ذلك حين أطلق عناصر الموت الإرهابية (القاعدة ومشتقاتها) للاغتيالات، حَيثُ صار ضحيتها الآلاف من أبناء المؤسّسة العسكرية والأمنية وقد أشرف على إحدى العمليات الإرهابية تلك الفارّ هادي بنفسه في العرضي.
ولم يصل الأمريكان إلى مرحلة هيكلة الجيش وتفكيكه إلا بعد أن كان عملاؤهم قد جمعوا لهم أسلحة الدفاع الجوي لتدميرها بحضور وإشراف مجندات أمريكيات، تلى ذلك تساقط الطائرات جهاراً نهاراً وفق أُسلُـوب أمني ممنهج، رافقه ضرب الاقتصاد وتهريب العُملة، وإقلاق الأمن والسكينة ونشر فرق قُطّاع الطرق، وبعد أن أوصلوا الحال في اليمن إلى وضعية لا دولة شنوا عدوانهم حين نجح الثوار بأُسلُـوب حكيم بحكمة قائدها السيد عبدالمالك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- في طرد الخونة والعملاء ورفض الوصاية والانتداب والمحافظة على ما تبقى من مؤسّسات الدولة بالتفاف شعبي غير مسبوق.
وعرض الثورة المهيب في ميدان السبعين يبرهن على عنفوان الثوار وصلابة الشعب وتماسكه، وقوة الثورة وصوابية أهدافها واستقلالية القرار، وقد شاهد العالم التطور النوعي للأسلحة الاستراتيجية محلية الصنع برية وبحرية وجوية، مدرعات وصواريخ وطائرات بمسمياتها المتنوعة التي تعكس محتوى مفاعيلها، منها ما تم عرضه والإعلان عنه لأول مرة، حَيثُ مثل أقوى عرض على مستوى المنطقة على الأقل بحكم المرحلة وواقع اليمن الذي يرزح تحت القصف والحصار لأعوام تسعة وما يزال.
وعن العرض المهيب قرأ العدوّ رسائل رص الصفوف والحضور النوعي للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر والقوة البحرية، وقد ظهر ذلك من خلال ما استعرضته وسائل الإعلام إعلان عن الجهوزية العالية لخيار السلم لمن أراد أن يخرج من المأزق الذي أوقعه الأمريكي فيه طائعاً منقاداً، أَو خيار الاستمرار في الحرب، حَيثُ ستتحول كُـلّ لياليهم إلى سود، عند ذلك لن يجدي الاستجداء، وعليهم أن يحسبوا لذلك ألف حساب.