ثورةُ يمن الحرية وَالاستقلال
محمد يحيى السياني
في عيدها التاسع بدت ثورةُ الحادي والعشرين من سبتمبر، اليوم في نضوجٍ متنامٍ، وقوة تتصاعد وتألق يسمو مع الأيّام والسنين من عمرها المديد، هذه الثورة التي واجهت من العوائق والصعاب والتحديات الكبيرة، ما لم تواجهه أية ثورة أُخرى من ثورات العالم في التاريخ الحديث، فهي ثورة تميزت عما سواها بالعنفوان المتحلي بالحكمة والقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية والوطنية، كما اتسمت بالنقاء والصدق وعدالة القضية والضرورة التي تحَرّكت لأجلها الإرادَة الشعبيّة، ويعتقد الكثير من المراقبين والمتابعين بأنها ثورة برغم ما حقّقته من مكاسب وإنجازات كبيرة وفي مسافة زمنية قصيرة وتحت ظروف مستحيلة مهيأة لأية إنجازات أَو حتى صمود لبقائها حتى لعام واحد فقط، فَــإنَّها ثورة لم يأن الوقت لكي تأخذ حقها التاريخي العادل، وهو مرهون بالزخم الكبير التي تتسم به، والذي يؤكّـد أنها ثورة ولدت لتستمر ومع استمراريتها سيكون المشهد الثوري في مسارها بحالة تمدد يواكبه الإنجازات والمفاجآت والنقلات الكبيرة في حياة الشعب والبلد، ولن يكتمل المشهد إلا مع تحقيق كامل أهدافها، وتطلعات الشعب اليمني إلى المستقبل الزاهر.
هذه الثورة التي استطاعت أن تكسر تحالف العدوان وأن تنتزع حرية الشعب اليمني وتتخلص من الهيمنة والوصاية الأجنبية التي كانت جاثمة وماسكة بالقرار السيادي لهذا البلد ولعقود طويلة، هي اليوم تحت قيادة السيد القائد والأحرار من أبناء الشعب اليمني تمضِي بقوةٍ وإرادَةٍ ثورية لا تلين أَو تتقهقر أَو تنكسر أمام التحديات الكبيرة التي تواجهها والعوائق التي يضعها الأعداء في طريقها، نحو انتزاع الاستقلال الكامل لليمن وتطهيرها من الاحتلال الأمريكي البريطاني السعوديّ الإماراتي، وهو مسار ثوري بات اليوم أقرب ليتحقّق، معززاً ذلك بما ما مكنه الله لهذا الشعب من قوة عسكرية امتلكت الأسلحة الرادعة والقادرة بعون الله أن تردع العدوّ المحتلّ وطرده وفرض واقع مغاير لليمن كقوة إقليمية صاعدة ومتنامية، لا يمكن تجاهلها أَو التقليل منها أَو التجرؤ لخوض معركة معها.