منجزاتُ الثورة والمسؤوليات الوطنية
مطهر يحيى شرف الدين
يأتي إحيَـاءُ ذكرى ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م تتويجاً لنضالات الثوار الأحرار، الذين حملوا على عاتقهم الواجبات والمسؤوليات الدينية وَالأخلاقية، التي من المفترض ألا يفرط أَو يقصر فيها أحد ممن لديه الغيرة والحمية على دين الله وعلى الأرض والعرض، وسلام الله على الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي الذي أبى إلا أن يناهض تبعية وعمالة وارتهان النظام الحاكم حينها لأعداء الله ورسوله والمؤمنين قوى الاستكبار في هذا العالم وعملائهم من الأعراب الأشد نفاقاً وتطبيعا وعمالةً لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
كان الشهيد القائد في دروسه ومحاضراته كَثيراً ما يلفت انتباه أبناء الأُمَّــة إلى الحذر واليقظة والتنبه إلى خطر ومؤامرات الغرب وأدواته ووسائله الخبيثة ضد الإسلام والمسلمين الذين يسعون جهدهم إلى إضلال وإفساد الأُمَّــة وانحرافها عن منهج الله سبحانه، وما لذلك من تبعات وأبعاد في التطبع بثقافة الغرب الفاسقة الماجنة الدخيلة والطاغية على أبناء الأُمَّــة، وبالتالي التطبيع السياسي والأمني والعسكري مع أعداء الله وأعداء البشرية والإنسانية وهو ما حصل فعلاً وواقعاً مع أنظمة الخليج وشعوبها.
إن ثورة الـ 21 من سبتمبر بحق انتصار تاريخي وإنجاز عظيم وكبير رسم ملامحها وأطلق شرارتها الشهيد القائد وَأسس مداميكها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله– الذي أشار في إحدى خطاباته أنها ثورة لا زالت مُستمرّة وتمثل أهميّة كبيرة لشعبنا اليمني العظيم في أهدافها وفي مضمونها وفي نتائجها فيما يتعلق بالحاضر والمستقبل.
لقد حقّقت الثورة بالنوايا الصادقة والجادة وَبالفعل وبالتحَرّك في الميدان السياسي والعسكري مكسباً سيادياً مهماً لا يختلف عليه اثنان ولا يمكن أن تزيف الأيّام ولا الأحداث والوقائع حقيقة تجسيد المكسب الشعبي الثوري الواعي وَالمتمثل في حماية الثروة النفطية والغازية من النهب وذلك بمنع قوى الاحتلال من مواصلة نهب الثروة اليمنية من النفط والغاز وحرمان الشعب اليمني من أبسط حقوقه على أرضه وخيراته ومقدراته.
ولو لم يكن من نتائج ومنجزات الثورة إلا تحقيق الأمن والاستقرار ونيل حرية وكرامة الشعب اليمني واستقلال قراره السياسي والحفاظ على هُــوِيَّته الإيمانية وثوابته وتاريخه المليء بالتضحيات لكفى ذلك فخراً وشرفاً أن نُحْيِيَ هذه الذكرى في نفوسنا وواقعنا الذي نشاهد فيه اليوم القوة العسكرية والصاروخية والدفاعية والأمنية وهي بذلك التنظيم الدقيق وَالأسس الصحيحة والعقيدة القتالية السليمة إعداداً وولاءً مطلقاً لله ولأولياء الله الصادقين، والمستوى العالي والجهوزية الأعلى والتي أرعبت أنظمة العمالة والارتزاق لقوى الاستكبار العالمية التي تعيث في الأرض الفساد والضلال والانحراف.
إن ما نشاهده اليوم من إنجازاتٍ كبيرةٍ في التصنيع العسكري بدءاً من البندقية وحتى الصواريخ والطائرات المسيرة ما هو إلا ثمرة للإرادَة والعزيمة والبأس اليماني بعد ثقة أبناء الجيش اليمني بالله ثقة مطلقة والتوكل عليه، وَالذي أضحى ذلك التصنيع مصدرَ فخرٍ للوطن وأبناء الوطن رغم الظروف الحرجة والصعوبات والعدوان والحصار.
ولا يخفى على أحد سياساتُ قوى الاستكبار الأمريكية الخبيثة في المنطقة التي تتجه بالدول العربية نحو الاعتراف بالعدوّ الإسرائيلي كدولة والسعي للتطبيع معها في كثير من المجالات، كما قامت بذلك عدد من الأنظمة العربية والتي ساهمت بهذه السياسات بشكلٍ كبيرٍ في تصفية القضايا المصيرية للأُمَّـة ومنها قضية وحدة الصف والموقف الإسلامي العربي وَالقضية الفلسطينية، فكانت ثورة 21 سبتمبر الحصن الحصين الذي دافع عن هذه القضايا، وحافظ عليها لتكون من منطلق قرآني ومنطقٍ إسلامي أولوياتٍ يجب على كُـلّ الأنظمة العربية وعلى كُـلّ إنسان مسلم غيور على دينه ووطنه أن يوليَها كُـلَّ الاهتمام والمسؤوليات وليس أحدٌ بمنأىً عن تحمُّل ذلك.
وفي هذا المقام تجدر الإشارة إلى خطابِ رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط عن هذه الثورة بقوله: “إن احتفاءَنا بالحادي والعشرين من سبتمبر المجيد ليس عملاً تَرَفياً، وإنما هو تتويجٌ سنوي لنضالات شعب كريم قرّر الخَلاصَ من براثن الوصاية والهيمنة الخارجية والانعتاق من أشكال وصيغ الارتهان والتبعية في إطار ثورة مجيدة وضعت نصب عينيها عزة اليمن ورفعته ثورة كُـلّ ما فيها يمني وكل ما فيها وطني”.
وفي مقابل الإنجازات العسكرية والأمنية ينبغي على حكومة الإنقاذ استشعار الواجبات الدينية والمسؤوليات الوطنية والنهوض بها بغية تصحيح وضع مؤسّسات الدولة وتطهيرها من الخونة والعملاء والفاسدين والانتهازيين، فالتحديات كبيرة والمسؤوليات عهد وَأمانة في أعناق كُـلّ أبناء اليمن الشرفاء.
وسلام الله على السيد القائد حين قال: “الثورة خطت خطوة واحدة إلى الأمام وأمامها الكثير من الخطوات”.