٢١ سبتمبر.. ثورةٌ شعبيّةٌ حقيقية
محمد الضوراني
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة الشعب الحقيقية، الشعب اليمني الحر والواعي، شعب الإيمان والحكمة، ثورة غيرت المفاهيم والأفكار والثقافة من حالة الانحطاط والسقوط والذل والإهانة والتبعية في كُـلّ شيء للمشروع الأمريكي الصهيوني وعملائهم السعوديّة والإمارات ومرتزِقتهم في الداخل اليمني من الخونة أتباع كُـلّ ناعق، أتباع المشاريع الخارجية، مشاريع الاحتلال للأراضي اليمنية، ومشاريع زرع العنصرية والطائفية والحزبية والمناطقية، التي عملت عليها دول العدوان ويقوم بتنفيذها التابعون لهم من الخونة وينفذها العبيد والمنفذين للأوامر من دول العدوان وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل.
إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة لكل اليمنيين الأحرار والكرماء والشرفاء، الذين كشفوا مخطّط المحتلّ، والذي عمل على تحقيقه منذ سنوات طويلة، واستهدف مشروع الاحتلال لليمن في كُـلّ شيء، في ثقافته وفي اقتصاده وفي قدراته العسكرية والأمنية، وأصبح اليمن عبارة عن حديقة خلفية لدول تستهدف الشعب اليمني وتجعل من هذا الشعب المؤمن، الشعب المجاهد، الشعب الذي يحمل التاريخ المشرف والعادات والتقاليد الحميدة، وأصبح من يقود الأنظمة العميلة السابقة عبارة عن مجموعة من فاقدي الكرامة والشرف والرفعة والعزة، عبارة عن سيوف مسلطة على رقاب أبناء الشعب اليمني لصالح العدوان وتحالف العدوان.
إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة غيرت بوصلة التاريخ نحو مشاريع تحرّرية، مشاريع لكل يمني حر وشريف، مشاريع ترفض العبودية لغير الله، مشاريع تكشف الخونة والعملاء، مشاريع تعيد للشعب اليمني موقعه الكبير وثقافته الإيمانية الحقيقية وهُــوِيَّته الإيمانية وعاداته وتقاليده الحميدة، مشاريع تصحح كُـلّ ما خرَّبه الآخرون من العملاء والخونة، من كشفهم الله وفضحهم بسقوطهم في حضن المحتلّ والمعتدي، ودول تستهدف الشعب اليمني منذ عقود وهي سبب في تقسيم الشعب اليمني وزرع الخلافات الداخلية ودعم الحروب الداخلية، والتي مزقت الشعب اليمني وجعلت منه ضعيفًا.
إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة حقيقية أسقطت كُـلّ المشاريع لدول العدوان واليوم نجد حجم النصر الكبير الذي كان يعتبر مستحيلًا تحقيقه من قبل الأنظمة السابقة، وأننا شعب لا نستطيع أن نعمل شيئاً، بل شعب يستجدي من الآخرين العون والمساندة، رغم امتلاكنا الثروات الكبيرة، ما تحقّق اليوم كبير، وأصبح الشعب اليمني بقيادته وجيشه ولجانه الشعبيّة خطًّا أحمرَ لا يمكن تجاوزه أَو التساهل فيه وفي قدراته، أصبح الشعب اليمني يحمل قضية حقيقية وتجمع كُـلّ أبناء الشعب اليمني وتزيل عنه كُـلّ المشاريع الأُخرى وتفضح من يتحَرّكون فيها، أصبح الشعب اليمني في مقدمة الشعوب المناصرة للقضية الفلسطينية، ولكل قضايا الأُمَّــة وتقف بمواقف لا يمكن أن يتحكم فيها أَو يسيطر عليها دول العدوان، أصبح الشعب اليمني بقيادته الثورية أكثر قوة وأكثر قدرة بفضل الله ورعايته، ووعي وبصيرة هذه الشعب المجاهد، ومن منطلق إيمَـاني يوحد الجميع ويصلح العلاقات بين الجميع ويحدّد العدوّ للجميع، ومن خلال القرآن الكريم كمنهجية لكل الأُمَّــة الإسلامية، إننا اليوم نحتفل بمناسبة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر؛ لأَنَّها ثورة شعبيّة فضحت وأفشلت وأسقطت كُـلّ المشاريع السابقة والعميلة، والتي استهدفت الشعب اليمني بكل فئاته من الأحرار والشرفاء من أبناء هذا الشعب.
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر نعمة من الله علينا لا بدَّ أن نحافظ عليها وأهدافها ومشاريعها التحرّرية والتي قدم؛ مِن أجلِها الشعب اليمني الآلاف من الشهداء وتم استهدافه من قبل دول العدوان ومن تحالف معهم لكي يتخلى عن مواقفه وأهدافه وحريته واستقلاله ويكون عبارة عن تابع للآخرين ومشاريع الآخرين فقط، نحتفل بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر؛ لأَنَّها ثورة شعبيّة حقيقية وبقيادة ثورية تحمل الإيمَـان والوعي وترفض المشاريع الأُخرى، وتحَرّك الشعب اليمني وفق مسار تحرّري إيمَـاني وحدوي لا يمكن أبداً استهدافه أَو إفشاله؛ لأَنَّ من صنعها هو الشعب وبمنهجية إيمَـانية وهُــوِيَّة جامعة لكل اليمنيين ومنهج هو القرآن الكريم.