ذكرى ثورة 21 سبتمبر حدّدت التشابُهَ بين ميلاد النور وميلاد الوطن
أمة الملك قوارة
بينما نستقبل المولد النبوي الشريف بتلك البهجة التي أروَت قلوبنا حباً، وبتلك الإضاءة والإشراقة التي تزينت بها أرضنا إجلالاً، وتلك الطمأنينة التي اجتاحت جنبات أرواحنا، كنا أَيْـضاً على موعدٍ مع ذكرى الثورة التي ولد من رحمها الوطن من جديد، نازعاً عنه ثوب الهيمنة وخالعاً لرداء الوصاية والذل ورافعاً بتلك الثورة شعار التحرّر والاستقلال والحفاظ على الثوابت الأخلاقية والإيمانية، وصادحاً من خلالها بقرار الاستمرار لنيل السيادة، وما بين دولة أسسها رسول الله وعمق أثرها على الواقع البشري، إلى دولة يؤسس أركانها اليوم المشروع القرآني تتشابه الثوابت والأحداث والتحديات أيضاً!
إن ما بين ثورة ميلاد النور التي تزلزلت لقوة وقعتها قصور الظلام لقيصر وكسرى، وأذن فور خروجه بزوال دولتي الضلال من الروم والفرس! وثبّت بظهوره أحقية انهيار الوثنية العمياء وعباءة الجاهلية الظلماء في شبة الجزيرة؛ ليرسي ببعثته دعائم الحق ويهدم كُـلّ أركان الباطل! إلى ثورة المشروع الحق التي أخذت مضامين الثورة الأم ومسارها، هنا تتشابه الأحداث بين ثورة قلبت موازين الجاهلية الأولى تحت راية محمد وحقّقت النصر العظيم، وثورة أربكت موازين الجاهلية المعاصرة تحت شعار المشروع القرآني، معلنة بأنها ستحقّق أهدافها على اتساع العالم وشمولية المشروع!
يأتي العَلم مع المنهج وتأتي معهما الثورات المتجددة، ومن عمق العلاقة بين المنهج واتّباع الأعلام يتحدّد مسار العزة والكرامة، ومن هنا تأتي ضرورة التحرّر والاستقلال والتفرد بالعبودية لله فقط، فليتبارك الشعب اليمني بذكرى تلك المناسبات التي تمثل وعيه وهُــوِيَّته، وبقدر مدى الانتماء لنبينا والاستمرار على المضي على دربه بقدر ما ستنمو فينا العزة وتتجلى آثارها وثمارها في واقعنا، وما نلحظه اليوم خير شاهد ودليل، وصدق الله القائل: {وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْـمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْـمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَـمُونَ} صدق الله العظيم.