ثمارُ ثورة 21 سبتمبر المجيدة
أم الحسن الوشلي
عندما تحولت اليمن إلى حديقةٍ خلفيةٍ للغزاة والمتعجرفين وأصبحت شبه خالية من الاستقرار تنتهك فيها السيادة، والأمان يتزعزع، حالها الاقتصادي ويتدهور، والازدهار فيها ينعدم وأرصدتها المالية تنهار، وترسانتها العسكرية تتلاشى، والمواطن فيها يُهَان، والانتهاكات تتسلسل في حقها ولا تدان، أتت ثورة الأحرار وثار فيها كُـلّ أبيٍّ صامدٍ كرار، واحتشد شعب الإيمان ليصرخ في وجه الطغاة المستكبرين ويطالب بحقوقهِ وتحقيق العدل وإسقاط كُـلّ من يسعى نحو هاوية إسقاط الوطن وسيادته.
وحقّق الشعب مطالبه بإصراره وعزمه الذي لم ولن يلين رغم كُـلّ ما عاناه من الهجوم والمصارعة من قبل ما كانت تسمى بحكومة الوفاق؛ إلا أنها لم تتوافق يوماً مع الشعب، ولم يكن له أي جزء بسيط من اهتمامات تلك الحكومة الكاذبة الخائنة والتي لم تسعَ يوماً تجاه واجباتها القانونية نحو الشعب والوطن وحمايتهما.
فحقّقت الثورة مبتغاها وانتصر الحق وأُزهِقَ الباطل، لتسطر تلك الثورة في تاريخ اليمن أعمق سطورٍ لثورةٍ سلميةٍ شريفةٍ ونزيهةٍ رافعةٍ لراية المجد في سماء اليمن.
وبفضل الله سبحانه وتعالى، ومن ثم القيادة الحكيمة، وفضل ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر هَـا هي اليمن اليوم وبالأخص صنعاء وَالمناطق المحررة تجني بعض الثمار وتنعم بالأمن والأمان وتعود للاستقلال وتسعى نحو الاستقرار التام، هَـا هي اليمن اليوم تستطيع أن توصل ضرباتها وصواريخها إلى أبعد مدى للعدو أين ما كان يكون، وهَـا هو شعب الإيمان يأكل من خيراته ويجني ثماره بيده ويحافظ على توثيق نسيج المجتمع في أوساطه، وينجح في إنتاج أبرز فرسانه وَتخريج أقوى دفعات أجياله، هَـا هو المواطن اليوم يحظى بقيمته الحقيقية ومكانته الراقية في الوطن، وهَـا هي الأوطان ترى في اليمن نموذجاً راقيًا في العيش بكرامةٍ وعزةٍ وشموخ، وتشاهد مدى كفاح اليمن ونضال شعبه؛ مِن أجل دينه وقيمه ومبادئه وحريتهِ واستقلاله.
وما زالت التحديات مرهونةً في عاتقه:
فلن يهدأ البال ويستقر الحال حتى يتم تطهير أرض اليمن من كُـلّ محتلّ غاصب وَمحاسبة كُـلّ خائن للوطن ولنفسه وبلاده مذل وبائع.
وسيبقى الأحرار على العهد ألا يتركوا النهج وأن يتمسكوا بمبادئهم الثورية المرتبطة بهُــوِيَّتهم الإسلامية، وألا يقبلوا أي ذُلٍّ أَو محتلّ، وهَـا هو الشعب اليمني يجدد الولاء ويصدر الانتماء بهتافهِ صوتاً، وتطبيقهِ عملاً، ودوي صرخاتهِ في الساحات مُلبياً “لبيك يَا رَسُوْل الله” نهجاً وقُدوةً وقائداً مدى الزمن.