ثــورةٌ أسـقطـت وصـاية
إلـهام الأبيض
لو لم يصنع اليمنيون في يوم الـ21 من سبتمبر 2014م ثورةً لكان الوضع مختلفاً تماماً ما قبل الثورة، كان اليمن على وشك السقوط في مشاريع سحيقة بعد أن توسعت أذرع الوصاية الأمريكية في ربوع اليمن، لم ينسَ الشعب اليمني مشاهد القتل بالجملة في صنعاء والمحافظات بحق رجال الأمن والمدنيين، ومشاهد الذبح والاغتيالات، والتفجيرات، والسيطرة على المدن والمعسكرات في محافظات الجمهورية.
النظام السابق والسيناريو الأسود كان يسعى إلى ذبح اليمن من الوريد إلى الوريد، وإسقاط أدوات الوصاية لم يكن آخر فصول ثورة 21 سبتمبر، كان لزاماً التوجه لبتر اليد التكفيرية؛ باعتبارها خطراً كَبيراً على اليمن بأكمله.
وكان لثورةٍ ما أرادت وفي وقتٍ قياسي، كانت القاعدة في الرمق الأخير، فتدخل العدوان بخيار أخير وهو يرى أوراقهُ الداخلية تتساقط واحدةً تلو الأُخرى، كُـلّ مكان تحت سيطرة العدوان، كانت القاعدة تحضر فيه تنخرط تارةً في جبهات مشتركة مع بقية فصائل المرتزِقة، وتارةً أُخرى تسلم لها زمام الأمور كاملةً.
في زمن ركوع الأعراب بين أيدي أمريكا وإسرائيل مطبعين، صاغرين، طائعين لهم، منقادين تحت أقدامهم، تحضرت اليمن لإيقاد شعلة 21 سبتمبر تاريخ إسقاط الوصاية وتحرير القرار وتصحيح المسار.
صنعاء التي صوبت قبل سنين الحرب بوصلتها باتّجاه فلسطين لا تزال ولم تحِد رغم هبوب عواصف الحروب التي لم تزدها إلا قوةً ومنعة، ها هي صنعاء وعلى رأس تسعة أعوام من العدوان والحصار لم تزدد إلا صبراً على الألم وجد في جهاد العدو، وما زالت تستجمع كُـلّ قوتها وقواها الحرة، وتجمع على خيارات المواجهة في معركةٍ عنوانها السيادة والكرامة والاستقلال.
من موقع قوتها اليوم بما صنعته وأعدت واستعدت ثقافيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وسياسيًّا وَإعادة بناء دولة الجمهورية اليمنية من جديد جيشاً وشعباً وقيادةً ودولةً، كُـلّ ذلك في محرابٍ واحد، محراب العزة والكرامة ورفض كُـلّ وصاية خارجية.
تذكر العالم بمظلوميته الشعب اليمني، وتمد يد السلام لمن يريد سلاماً، لا ينتقصها من مكانتها ولا ينتقص من سيادتها، ومن يحلم بعودة الوصاية واهم.
ثورة 21 سبتمبر في عيدها التاسع أسقطت وصاية، ورفعت اليمن إلى تطلعات شعب لنيل الاستقلال الكامل، لقد مضت هذه الثورة متحدية العقبات ومواجهة الصعاب وخشية من خطها الاستقلالي تكالب الأعداء عليها لوأدها في مهدها وراهنوا على إمبراطورية المال السعوديّ، والسلاح الأمريكي أن يقضوا عليها قضاءً كاملاً ويعيدوا فرض وصاية سقطت في يومٍ أراد له الشعب أن يكون فاصلاً بين حِقبتين، ولا رجعة إلى ماضي هيمنة خارجية قضت على كُـلّ شيء جميل في اليمن، ولم تترك له أي متنفس.
إن أعظم ما في هذه الثورة حتى استحقت أن تكون استثنائية، وخلافاً لأية ثورة في تاريخ البشرية، تتألق ثورة 21 سبتمبر في عامها التاسع قوةً وعزةً وإباءً.