على نهجـكَ سـائرون ولرسـالتكَ مؤيِّـدون
إبتهال محمد أبوطالب
بالمؤهـلات السـامية التي منحها الله لرسـوله صلوات الله عليه وآله وسلم، وبالصفات الكريمة، نجد أنَّ أي دعاءٍ كان يدعوه رسول الله لا يُرد، وأي قولٍ كان يُنبأ عنه رسـول الله يتحقّق، ولا غرو في ذلك فهو النور والمنذر والبشـير، لذا نجد أن دعاء رسـول الله للأنصار مسـتجاب إلى هذه اللحظة، حَيثُ دعا صلوات الله عليه وآله وسلم قائـلًا: “اللهم ارحِمِ الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار».
ودعا:” اللهم بارك في يمننا وشامنا» وعندما قيل له: ونجدنا، أكّـد صلوات الله عليه وآله وسلم أنُ قرنَ الشيطان ينبع من نجد، حَيثُ قال مشيرًا: «من هنا ينبع قرن الشيطان» وهذا ما رأيناه متحقّقا في وجود القرن الشيطاني وجودًا حقيقًا ومعنويًا.
إنَّ الشـبه جليٌّ بين استقبال أهل المدينة -آنذاك- لرسـول الله وكيف كانت الفرحة تغمرهم اسـتبشارًا بقدومه، وبين حفاوة اليمن بذكرى المولد النبوي الشريف.
وما بين الزمن ذاك والزمن هذا نجد تآلف يجمعه حبٌّ واحد، وولاء واحد، واتّجاه واحد، هو رسـول الله، خاتم الأنبياء، الرحمة المهداة للعالميـن.
ما زال إلى الآن صدى عبارات الاحتفاء بقدوم رسـول الله، ما يزالُ صدى (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع..)
حيًا في قلوبنا، فمستقبلو رسول الله بالأمس هم أحفاد اليوم، هم-اليوم-امتداد للولاء المحمدي.
ففي يمـن الحكمة والإيمان كُـلّ يعبر عن استقباله لذكرى المولد النبوي تعبيرًا إيمانيًّا خاصًّا، فمنهم مَن يعبر تعبير البيان شعرًا ولحنًا، تعبير السـمو شـرفًا وفخرًا لصاحب الكمال ورحمة الزمان.
تتعالى الأصوات حبًا وتسـمو عزًا مردّدةً:
(لبيكَ يا رسول الله) وتصل نبرات هذه الجملة إلى آذان المطبعين والمنافقين، تصـل كأنها صواعق، فتتضح من خلالها الحقائق وتنكشف بواسـطتها الخفايا.
لبيك يا رسـولَ الله من أعماق أعماق قلوبنا، لبيك يا رسـول في كُـلّ تحَرّكاتنا، وفي مختلف أعمالنا، وشـتى جبهاتنا، لبيك بكل ما تعنيه لفظه لبيـك، لبيـك طاعةً وولاءً، لبيك حبًا واتباعًا.
في كُـلّ ذكرى احتفائية بالمولد النبوي نجدد البيـعة والولاء لخيـر البشـر؛ لنؤكّـد خطابنا الموجه إلى الرحمة المُهداة للعالمين بالقول: إننا على نهجك سـائرون، وبنفس طريقتك سـالكون، وبذات رؤيتك ورسالتك مؤيدون.