سُيُولٌ بشرية تهامية تحتشدُ في الحديدة احتفاءً بذكرى مولد النور
المسيرة: الحديدة:
جدَّدت تهامةُ الوفاء تأكيدَها على حضورِها ووفائها في كُـلّ المحافل الجامعة للأُمَّـة، حَيثُ شهدت ساحةُ الشهيد الصماد في مدينة الحديدة، عصر الأربعاء، طوفاناً بشرياً غيرَ مسبوق بتقاطُرِ أبناء مديريات المحافظة للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبها وآله أفضلُ الصلاة وأزكى التسليم-.
وبعد أن اكتظت ساحة الشهيد الصماد بالحشود التهامية الغفيرة، تجلّى الفرح اليماني الأكبر لأبناء حارس البحر الأحمر، بالمشهد المحمدي البديع الذي تميزت به ساحة الاحتفال؛ إكمالاً للفرحة الغامرة بتعظيم هذه المناسبة الدينية العظيمة وإجلالاً ليوم مولده الأغر في أبهى صورة إيمانية، في حين فاضت ساحة الشهيد الصماد بألق الاحتفال وعبق العشق والمحبة للرسول الأعظم التي عبرت عنها الحشود التهامية القادمة من كُـلّ حدب وصوب وهي تردّد بكل لهفة وشوق أناشيد الحب لأعظم وأقدس مناسبة في تأريخ الأُمَّــة.
وأحيا التهاميون فرحَهم المحمدي الحاشد بالأهازيج التهامية المليئة بالولاء الصادق لسيد الرسل وخاتم الأنبياء، من خلال الأناشيد الغرَّادة والرايات واللافتات المرفرفة بيقينهم بالنصر وبما تكتنزه نفوسهم بعمق ارتباطهم الوثيق برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
ورسم ضيوفُ رسول الله في الفرح البهيج الذي فاق التوقعات، أيقونةَ الصمود الأُسطوري للشعب اليمني رغم الظروف الصعبة، وتداعيات العدوان والحصار، في رسالة إيمانية يمانية، مفادُها بأن اليمنيين هم أهل الإيمان والمدد وعنوان العزة والبأس، والانتصار للعقيدة وللرسول الأكرم والاعتزاز بإحيَـاء يوم مولده.
وعكست الحشودُ الجماهيرية -التي قطعَت مسافات بعيدة من قرى وعزل مديريات المحافظة؛ تلبيةً لدعوة قائد الثورة، واكتظت بهم الطرق والمداخل الرئيسية على بوابة مدينة الحديدة- صوراً مشرقة عن تجسيد المحبة والولاء والانتماء لرسول الأُمَّــة -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-.
وعبّرت الجموع الغفيرة من أبناء الحديدة الذين دفعهم الشوقُ والحبُ لرسول الله، عن الاعتزاز لمشاركتهم الاحتفال بذكرى يوم مولد صاحب الخلق العظيم والمقام الكريم وخير داعٍ إلى المنهج القويم.
واعتبروا الاحتفال بهذه المناسبة الدينية الجليلة، إتماماً للنعمة الإلهية العظيمة التي أنعم بها على البشرية، وترجمةً عملية للبهجة التي تزدان بها المحافظات اليمنية الحرة في ذكرى يوم ميلاده –عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
كما أكّـدت الحشود تأييدها للتوجّـهات الحكيمة لقائد الثورة في التغيير الجذري التي تمثل منطلقاً قوياً يؤسس لمرحلة جديدة تلبي تطلعات الشعب اليمني، وتعزيز الصمود في وجه الأعداء وتحقيق أهداف ثورة الـ21 من سبتمبر.
وفي الحفل الجماهيري، وصف محافظ الحديدة، محمد عياش قحيم، المشهد اليماني المحمدي في كرنفال الاحتفاء والاحتفال بذكرى يوم مولده الأغر، بصورةٍ لم يسبق لها نظير، وبلوحةٍ إيمانية لأسمى مقام في حضرة الرسول الأعظم.
وقال: “إن احتفال اليمنيين بذكرى مولد رسول الله هو امتداد للأنصار الذين فرحوا بالرسول وناصروه، ومحطة دينية وأخلاقية، وعودة للقيم والمبادئ، كما هي رسالة للشعب اليمني بأن يكونوا يداً واحدة في مواجهة الباطل مهما كانت المخاطر”.
ولفت، إلى أن اليمنيين يبعثون بهذه الحشود المحمدية المهيبة، رسالة إلى كُـلّ الأعداء بأنهم ماضون بعزم وإيمان وإرادَة لا تقهر في مواجهة التحديات، وسيظلون متمسكين بالرسول الأكرم وبالدين ومسيرة الإسلام.
واعتبر قحيم، الاحتفاء بذكرى المولد النبوي ثقافة يمانية راسخة لها دلالتها في تعزيز ارتباط الأُمَّــة بالنبي الخاتم ورسالته التي خصّه الله بها رحمة وهدى للعالمين، وتجسيداً عمليًّا لمواجهة حملات التضليل التي تستهدف ذكرى مولد سيد البشرية.
وشهد الحفلُ قصيدتَين للشاعرَين أسد باشا وأحمد عطية وأوبريت ووصلاتٍ إنشادية متنوعة، فيما تميَّز الحفل الجماهيري بمشاركة عدد من المروحيات التي حلّقت في سماء مدينة الحديدة، وعروضٍ بحرية، وقدوم مسيرة راجلة من مديرية باجل سيراً على الأقدام إلى منصة العروض بساحة الشهيد الصماد.