تهديداتٌ عدوانية بإيقاف رحلات مطار صنعاء الدولي
المسيرة | خاص
في مؤشِّرٍ تصعيديٍّ جديدٍ يؤكّـدُ إصرارَ تحالُفِ العدوانِ الأمريكي السعوديِّ الإماراتي ومرتزِقتِه على مواصَلةِ حِصارِ الشعبِ اليمني، نقلت وكالة “رويترز”، السبت، تصريحاتٍ لمسؤولين في شركة الخطوط الجوية اليمنية، الخاضعة لسيطرة المرتزِقة، تهدّد بإيقاف الرحلات الجوية بين صنعاء والعاصمة الأردنية عَمان؛ الأمر الذي يكشف عن محاولات ابتزاز جديدة لصنعاء بالمِلف الإنساني، ويعبر عن نوايا عدائية لإطالة أمد معاناة اليمنيين.
ونقلت “رويترز” عن “أربعة مسؤولين تنفيذيين بشركة الخطوط الجوية اليمنية، اشترطوا عدم الكشف عن هُــوِيَّاتهم” قولهم إن الشركة “ستوقفُ سِتَّ رحلات أسبوعية إلى الأردن في أُكتوبر”.
وسيعتبر إيقاف هذه الرحلات إغلاقًا كاملًا للمطار؛ لأَنَّ هذه هي الرحلات التجارية الوحيدة التي سمح تحالف العدوان بتسييرها من مطار صنعاء منذ بداية التهدئة في أبريل 2022.
وزعم المسؤولون الذين تحدثوا لـ “رويترز” أن هذا القرار يأتي رَدًّا على عدم تمكّن الشركة من سحب أموال لها في حسابات بنكية بصنعاء.
وكانت شركةُ الخطوط الجوية اليمنية قد استخدمت سابقًا مزاعمَ “تجميد حسابات الشركة” لتبرير عرقلة الرحلات الجوية بين صنعاء والأردن، وعدم بيع تذاكر هذه الرحلات للمسافرين من داخل اليمن؛ وهو ما مثّل وقتَها محاولةً واضحةً ومكشوفةً لتشديد إجراءات الحصار الجوي المفروض على البلد.
ونفى وزيرُ النقل، عبد الوهَّـاب الدرة، في مارس الماضي، مزاعم الشركة بشكل كامل، وأكّـد أن حساباتها في صنعاء وعدن مفتوحة؛ وهو ما أكّـد أن تلك المزاعم كانت تخفي أهدافًا عدوانية أُخرى.
ومن المعروف أن حركة الطيران المدني من وإلى اليمن تخضع بشكل كامل للقيود التي يفرضها تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، حَيثُ يتحكم بتسيير ومنع أية رحلة جوية.
وكانت صنعاء قد دعت أكثرَ من مرة لتحييد شركة الخطوط الجوية اليمنية التي يستخدمها تحالف العدوان ومرتزِقته بوضوح كغطاءٍ لتمرير إجراءات الحصار الجوي المفروض على مطار صنعاء.
ويعكس قرار وقف الرحلات المحدودة بين صنعاء والأردن إصرارًا واضحًا من جانب تحالف العدوان على مواصلة الحصار واستخدام حق السفر من وإلى مطار صنعاء كورقة ابتزاز؛ وهو ما يُعتبَرُ تصعيدًا خطيرًا يهدّدُ جُهُودَ الحل التي ترعاها الوساطة العُمانية والتي كانت قد وصلت إلى تفاهُمات وُصفت بالإيجابية خلال الفترة الأخيرة.
ولم تكن الرحلاتُ الست التي تم السماحُ بتسييرها وبشكل تدريجي في إطارِ تفاهُماتِ خفض التصعيد، تلبِّي حتى المستوى الأدنى من الاحتياج الفعلي للشعب اليمني، حَيثُ كان مطارُ صنعاء وحدَه يقوم بتشغيل ما بين 50 إلى 60 رحلة جوية يومية في الوضع الطبيعي.