لماذا استهدافُ الجبهة الداخلية؟!
هاشم أبو طالب
إنَّ مَا تشهدُه ساحتُنا الداخلية من محاولات مُستمرّة لزعزعة الاستقرار ليسَ صدفة، بل نتاجٌ لتخطيط دقيق ومدروس تم إعداده منذ فترات طويلة، وبالذات، مع تهديد السفير الأمريكي للوفد الوطني باستهداف الاقتصاد وضرب العُملة اليمنية؛ فحينها خرجت مراكِزُ الدراسات الأمريكية المتخصِّصة بالعديد من الدراسات التحليلية عن الأثر الكبير الذي ستُحدِثُه الحربُ الاقتصادية على الشعب اليمني من رَدَّاتِ فعل قادرةٍ على إخضاع صنعاء، حسب قولهم.
انطلقت الدراسات والخطط الأمريكية حينها على فرضيات أن مفاقمة الأزمة الاقتصادية سينعكس سلباً على الشارع اليمني، والذي بدوره سيخرُجُ لافتعالِ الأزمات واختلاق الفوضى، ولكن بحمد الله هذا لم يحدُثْ وكان الشعبُ واعياً إلى درجة عالية.
إثر ذلك اتجهوا إلى تنفيذ الخطة (ب) حين ظن الأمريكيين أن باستطاعتهم أن يفعلوا في اليمن كما فعلوا مع البلدان التي غزوها ودمّـروا اقتصادها ثم في نهاية المطاف يخرج المارينز دونما تحمل لأية تبعات للحرب والعدوان، لتبقى حينها قوى المقاومة في صِدامٍ عنيفٍ مع الشعب المتضوّر جوعاً وكذلك الخلايا التخريبية التي بنتها المخابراتُ الأمريكية طيلةَ فترة الاحتلال.
أدركت القيادةُ جيِّدًا هذا المخطَّطَ؛ فجعلت من معالجة المِلف الإنساني شرطًا أَسَاسيًّا للسلام قبل الدخول في أية مِلفات أُخرى.
هذه الخطوةُ حَشَرَت قوى العدوان في زاويةٍ ضَيِّقةٍ للغاية؛ فالأعداء يريدون وقفَ الحرب؛ نتيجةَ الضربات الموجعة، ولكنهم في نفس الوقت يريدون تنفيذ الخطة (ب) والتي تطرق إليها السيد القائد مؤخّراً والمتمثلة في ضرب الجبهة الداخلية.
وهذا أَيْـضاً ما أشار إليه الرئيس المشاط حين قال: “إن خطة السفارة الأمريكية لدينا منذ 2018م. وهو نفسُ التوقيت الذي هدّد فيه السفير الأمريكي الوفد الوطني.
والخلاصة فَــإنَّ العدوَّ نتيجةً للضغط الكبير عليه من قبل السيد القائد في خطابه في ذكرى استشهاد الإمام زيد “ع” ومع اقتراب نفاد المدة المحدّدة للوساطة العُمانية فَــإنَّ العدوَّ سيرمي بكل ثقله وتفعِّلُ كُـلَّ خلاياه وكل وسيلة يمتلكُها؛ للضغط على صنعاء لانتزاع بعض التنازلات، ولن يتورع عن الإقدام على أَيَّةِ خطوة مهما كانت قذرة.
وبالتالي فَــإنَّ علينا الحذرَ الكبيرَ والوعيَ والتحَرُّكَ الواسعَ والفَعَّالَ خِلالَ هذه الفترة فقط إلى حين انتهاء مُهلة الوساطة العُمانية، وحينها: إما سلامٌ يلمَسُ فيه الشعب ثمرةَ صبره، وإمَّا ضربات عسكرية تُعيدُ المملكةَ إلى عهدِ الناقة والبعير.