الحشودُ المليونية رسالةُ تفويض لقائد الثورة في التغيير الجذري
أحمد عبدالله الرازحي
منذُ تحدث السيد القائد بمصطلح “التغيير الجذري” في الذكرى التاسعة لانتصار ثورة 21 من سبتمبر، حَيثُ أكّـد القائد وقدم الوعد لجماهير الشعب اليمني بأن يُعلن أولى تلك الخطوات الهادفة لبناء دولة قوية خالية من الفوضى ومزاجية الاختيار واعتماد الكفاءات مع بقية الشركاء في هذا الوطن الصامد وأنهُ سيُعلن أول خطوات هذا التغيير في ذكرى “المولد النبوي الشريف”.
في الـ12 من ربيع الأول مناسبة المولد النبوي والجماهير اليمنية تتدفق على هيئة حشود بشرية هائلة من كُـلّ المناطق والقرى في المحافظات اليمنية لإحيَـاء هذه الذكرى العظيمة والاستماع لخطاب السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلن فيه عن أولى مراحل التغيير الجذرية، التي تهدف لإحداث تغيير جذري في البناء والإصلاح والتطوير لليمن واليمنيين، ولسان حال الحشود اليمنية يقول: من تفوق بكل اقتدار في قيادة مصير اليمن بنجاح في وجه أعتى عدوان عالمي لمدة ٩ سنوات بل وَهُزم التحالف المعتدي شر الهزائم وانتصر اليمن واليمنيون بقيادتهم الحكيمة والثورية، فلا شك أنه بمقدور قائد الثورة والرجال المخلصين في هذا البلد التمكّن من بناء دولة يمنية ذات كفاءات تجعل من اليمن دولة اقتصادية قوية، كما هو حال اليمن في المستوى العسكري والقدرة الصاروخية وسلاح الجوية بأنواعه.
ومنذُ تلك اللحظة والشعب يُنصت وينتظر بكل أمل ليرسم القائد ومعه الشعب ملامح مستقبل اليمن المنشود الذي لم يتحقّق؛ بسَببِ الأنظمة السابقة الفاسدة ثم مرحلة العدوان، هُنا وبكل تأكيد فقد بدأ القائد بالإعلان عن أولى مراحل التغيير الجذري في هذه المناسبة الإسلامية العظيمة.
ولا ننسى أن لاختيار مناسبة المولد النبوي الشريف رسالةً ودلالةً واضحةً، وهيَ: حتمية وضرورة هذا التغيير الجذري سواءً في معايير الاختيار أَو اختيار المسؤولين أنفسهم، فهي خير مناسبة شهدتها اليمن والبشرية مناسبة “ذكرى المولد النبوي الشريف” على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام.
ومن هذا المُنطلق وهذه الذكرى الإنسانية الإسلامية السامية التي اختارها السيد القائد/ عبدالملك الحوثي، لتكون أول محطات مراحل التغيير الجذري الذي ينظرُ إليها القائد كمسؤولية على عاتقه إصلاح وبناء دولة مبنية على الكفاءات وأسس إسلامية نزيهة قادرة على البناء وإحداث التغيير في وضع هذا الشعب اليمني الصامد والعظيم.
استطاع السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- قراءة المشهد جيِّدًا وقراءة إنجازات وإخفاقات الحكومة التي يترأسها د. عبدالعزيز بن حبتور، وعلى ضوء ذلك يُدرك القائد أن الوضع اختلف عما عليه قبل سنوات وأن النجاحات والإنجازات يجب أن تغلب الإخفاقات والمهاترات وشخصنة المناصب والمسؤوليات، فهو يريد بناء حكومة على أسس متينة وذات علاقة قوية بالله وبالرسول كأمة إسلامية قائدها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار- ولدينا أُمَّـة يجب أن نتحَرّك لخدمتها وتحقيق ما تصبو إليه ثورتنا المباركة التي ضحى وتحَرّك اليمنيون؛ مِن أجلِها وبذلوا الدماء وانهارت أمامها الأنظمة ثم أعتى الآليات والمدرعات العسكرية الغربية والدولية؛ لأَنَّها تهدف لبناء دولة استقلال، ودولة يسودها العدل دستورها القرآن الكريم ونهجها الإسلام المحمدي الأصيل.
ما يؤكّـد حكمة القائد ومصداقيته في التوجّـه لبناء اليمن هو بلورة فكرة هذا التغيير الجذري ثم الإعداد لها وبدء التنفيذ عبر إعلان أول مراحل التغيير الجذري وهي إقالة الحكومة الحالية إقالة شبه تامة حتى اختيار حكومة جديدة.
والذي يؤكّـد أهميّة هذه الخطوة أكثر هو تلائم وتكاتف الحشود اليمنية ومساندة القائد في كُـلّ الخيارات، وَأَيْـضاً تدفق الحشود بالملايين في المحافظات اليمنية في مناسبة المولد النبوي الشريف والترحيب بإعلان السيد القائد عن هذه المرحلة الهامة والمفصلية في تأريخ هذا البلد الذي عانى مرارة تعاقب الأنظمة عليه وفساد القوانين غير الجديرة ببناء بلد وتطوير شعب، ولكن الحال اختلف اليوم تماماً وأبرز ما يدل على ذلك الرسالة الشعبيّة القوية للسيد القائد وهي تهتف وتردّد، فوضناك، وأن امضي بنا أيها القائد فنحنُ معك والله معك، أصلح ما فسد من حكامنا واستبدل الفاسد منهم فَــإنَّ في الشعب مَن هم أهلٌ وكفاءات لبناء هذا البلد، ولهذا سينتصر القائد بمعية الله والشعب معهُ وسيبنى البلد بهكذا قرارات مصيرية وبناءة مرجعها كتاب الله القرآن الكريم وقدوتها أعظم خلق الله أجمعين محمد الصادق الأمين صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار.