الإيمانُ يمانٍ والحكمةُ يمانية
فايز البتول
في مناسبةٍ هي الأهمُّ بالنسبة للشعب اليمني، خرج اليمنيون في جميع الساحات، في أمانة العاصمة وَالمحافظات والمديريات، في حشود مليونية، يوم الأربعاء 12 من ربيع الأول للعام الهجري 1445 محتفين بذكرى مولد نبيهم الأكرم -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، وتحت شعار: (لبيك يا رسول الله).
خرجوا رجالًا ونساء، كبارًا وصغارًا، بمختلف توجّـهاتهم، وَأطيافهم، وجمعهم حب رسول الله، جمعهم هدف أسمى كرَدٍّ منهم للجميل، واعترافٍ بالفضل للرحمة المهداة، والسراج المنير.. لم تمنعْهم حرارة الشمس، ولا تقوُّلات المرجفين، ولا محاولات المثبِّطين.
خرجوا ليثبتوا للعالم عمقَ ارتباطهم بنبيهم، وَقوة صلتهم به. أليس هو من قال فيهم: (الإيمان يمان، والحكمة يمانية)؟ أليس هو من دعا لهم بقوله: (اللهم ارحم الأنصار، وأبناءَ الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار)؟
أليسوا هم أحفاد (الذين آووا ونصروا واتَّبعوا النور الذي أُنزل معه))؟
خرجوا ولسان حالهم ومقالهم يقول:
كنا حيارى في الظلام فأشرقت شمسُ الهداية يومَ لاح سناك.
كنا وربي غارقين بغيِّنا، حتى ربطنا حبلَنا بعراك.
لك يا رسولَ الله فيضُ قصائدي، لو كان قلبٌ للقصيد فداك.
روحي وأحبابي وأهلي كلهم، وجميع ما حوت الحياة فداك.
خروج اليمنيين لهذا العام كان الأكثر عدداً، والأفضل تنظيمًا، والأنجح إعلاميًّا؛ فالشعب اليمني أصبح أكثر وعيًا وإدراكًا بعظم المناسبة، وأكثر التفافا حول قائده.
تَوَّجَ نجاحَ فعالية هذا العام إعلانُ قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي بدء المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية التي ستطال مؤسّسات الدولة المختلفة، والتي مثلت لليمنيين بارقة أمل للتغيير نحو عيش أرغد، وحياة أفضل.
في هذا العام أعلن الشعب اليمني تفويضَه الكاملَ لقائده، وثقتَه المطلقة في كُـلّ الإجراءات والإصلاحات التي سترافقُ هذا التغيير لاستئصال الفساد والمفسدين، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بمعايير الكفاءة والنزاهة والخبرة.
الشعبُ اليمني في تفويضِه أكّـد يقينَه بأن القادمَ سيكونُ أفضلَ بإذن الله.