معركةُ الإصلاح والتغيير
يحيى المحطوري
أبطالًا كانوا في كُـلّ ميادين القتال، وفي التصنيع والتطوير لأدوات الردع للأعداء.
ثباتُهم وصمودُهم، في أصعب الظروف، نجاحهم في الميدان العسكري أصبح مَضْرَبًا للأمثال، ومحطَّ إعجاب وإكبار لكل العالم، حتى أعدائهم.
لكن هل سينتصرون في الإصلاح والتغيير؟
وهل سينجحون في التخفيف عن شعبهم من معاناته الكبيرة الناتجة عن العدوان والحصار؟
وهل…؟ وهل…؟ وهل…؟
واعتمادًا على الله، وثقة به، واتّكالًا عليه، نقول وبكل ثقة:
إنهم سينجحون في إدارة شؤون الحياة، كما نجحوا وانتصروا في مواجهة العدوان والحصار.
وأود التذكير ببعض الأمور:
إن نقدَ الأوضاع سهلٌ جِـدًّا، بسهولة فتح صفحة على الفيس بوك أَو التويتر، والكتابة عليها، ولكن الإصلاح للأوضاع أصعب بكثير، ويتطلب جهودا كبيرة من الجميع، وهو حال التغيير الجذري الذي قال عنه السيد القائد يحفظه الله، عشية ذكرى المولد النبوي الشريف:
“التغيير الجذري
1- يجب أن يترافق معه توجّـه شعبي.
2- وتحَرّك فاعل؛ مِن أجل تغيير هذا الواقع.
3-؛ لأَنَّ تغييرَه يتطلَّبُ تحَرُّكاً شاملاً من الجميع.
4- وتغييراً يبدأُ من الأنفس”.
كما أن الواقع مليءٌ بالتعقيدات والالتباسات العفوية والمتعمدة لدى بعض المكونات السياسية، المستفزة من التغيير، حتى قبل إعلانه، والفوضى التي قامت بها هذه الأطراف عشية ذكرى المولد النبوي الشريف أكبرُ شاهد على ذلك.
ولذلك فَــإنَّ الخوضَ في معركة الإصلاح والتغيير يتطلَّبُ حكمة وتوافُقًا بين الجميع بما يحقّق أهداف التغيير وسقفه المعلَن عنه. كما أن إنجاز الخطوة الأولى مشروط أَيْـضاً بقول السيد القائد، يحفظه الله، في خطاب المولد النبوي:
“ثانياً: نؤكّـد التمسك بالشراكة الوطنية، والمفهوم الإسلامي للشورى، ووحدة الشعب اليمني، والمفهوم العام للمسؤولية، الذي تتكامل فيه الأدوار، ولن نقبل بالاستبداد، ولا بالتسلط الفردي، ولا الحزبي، ولا الفئوي.
ثالثاً: إنَّ المرحلة الأولى في التغيير الجذري: هي بإعادة تشكيل الحكومة بحكومة كفاءات، تجسد الشراكة الوطنية… إلخ”.
كما ننبّه – ونحذّر أَيْـضاً – أن التسريباتِ الكثيفةَ خلال الأيّام الماضية ليست بريئة أبدا، شأنُها شأنُ الضجيج المضاد في التشكيك والإرجاف وضرب ثقة الشعب بخطوات الإصلاح القادمة التي لن تنجح دون مساعدته ودعمه وثقته.
ولهذا علينا جميعاً أن لا ننسى تحذيرات السيد القائد -يحفظه الله- عندما قال عشية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف: “تأتي أحياناً دعايات، أَو زرع مخاوف، أَو الحديث عمَّا يردّده الأعداء أحياناً في مقدمة ذلك؛ لأَنَّنا نتحدث عن تغيير جذري يصل إلى العمق، يغيِّر السياسات، يغيِّر أشياء كثيرة، فيأتي البعض مثلاً ليتحدث عن الخطر على الجمهورية، هذا منطق الأعداء في كُـلّ المراحل الماضية… إلخ”.
فعلينا أن نحذرَ من المزايدين، ومن طبول الدعايات، وزراع المخاوف، والمروجين لمنطق الأعداء، ومن المتسرعين الذين لا يعرفون إلا التنظير، ويشكلون كُـلّ ليلة حكومة جديدة من وحي خيالهم فقط.
وفي الختام أذكِّرُ نفسي أَوَّلًا، وأذكِّركم بقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنفسهِمْ، وَإذَا أراد اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ، وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ). سورة الرعد:11.
صدق الله العلي العظيم.