رؤيةُ وتطلُّعُ القبيلة اليمنية إلى التصحيح الجذري
محمد عبدالله ناجي دارس
إن الحشود المليونية للشعب اليمني التي تفاعلت وتوافدت لإحيَـاء ذكرى المولد النبوي الشريف، جسّدت صورةً ولوحةً إيمانية عظيمة أذهلت جميع شعوب العالم، فقد نقل احتشاد ملايين اليمنيين رسالة سامية قوية بمدى توليهم وتمسكهم ومحبتهم لرسول الله (ص) إلى العالم العربي والإسلامي خُصُوصاً وإلى بقية شعوب العالم عُمُـومًا بالموقف اليمني لكل من تسول له نفسة الإساءة إلى رسولنا وقرآننا وأمتنا ومقدساتنا.
كُـلّ ذلك إنما يعد نموذجًا عمليًّا وفعليًّا لصحوة الشعب وفي طليعته القبيلة اليمنية أمام المؤامرات العدائية التي تستهدفه بشكل مباشر في الأَسَاس الأول وتستهدف الأُمَّــة العربية والإسلامية، ونؤكّـد أن ما رافق احتفالات شعبنا اليمني بذكرى المناسبة من اتِّخاذ القيادة الثورية والسياسية لقراراتِ التغيير الجذري لتصحيح مسار إدارة مؤسّسات ومصالح الدولة كانت خطوةً مباركةً في الاتّجاه الصحيح؛ لتلبية آمال وتطلعات الجميع.
ومن منطلق قَبَلي كان للقبيلة اليمنية دورٌ بارز ومحوري في التصدي للعدوان وإفشال مؤامرته بتمزيق وحدة القبيلة، وكذلك الوقوف مع جميع قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وبمشاركة إحيَـاء ذكرى المولد النبوي الشريف لقد شهد الجميع مدى تفاعل القبيلة اليمنية في الإعداد والتحضير من خلال عقد اللقاءات والفعاليات والندوات والأمسيات التي سبقت الفعالية الرئيسية، والتي كان من ثمارها حضور تلك الحشود الغفيرة التي توافدت إلى جميع الساحات، كُـلّ ذلك يأتي في إطار جهود الاهتمام والإصرار والإرادَة لعموم أبناء القبائل لاستشعار تعزيز أهميّة التصحيح الجذري الذي ترعاه القيادة الثورية والسياسية الوطنية منذ نجاح الثورة الشعبيّة لثورة الحرية والاستقلال 21 سبتمبر المستكملة لتحقيق أهداف ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 من أُكتوبر، وفي الحقيقة أن رؤية وتطلعات القبيلة اليمنية في تمسكها بالهُــوِيَّة والارتباط الديني نابع من عقيدة متجذرة وراسخة بمدى الارتباط الوثيق بالهُــوِيَّة الإيمَـانية والقرآنية وصدق التأسي والاقتدَاء والارتباط بتولي الرسول وأعلام الهدى ويقينهم بأنهم سفينة النجاة للأُمَّـة إلى بر الأمان، وليس بالإمْكَان لأحد أن يخفي أَو يضلل على مر التاريخ إطلاقاً دورَ القبيلة في المبادرة في مساندتها للتغيير والتصحيح الجذري الذي يعالج قضاياها، وكلّ ذلك يعود إلى فطنتها وحنكتها في التعاطي مع المؤامرات التي يحيكها الأعداء دوماً، وما أبرزته استطلاعات الرأي التي صاحبت إحيَـاء المناسبة في تأكيد تفويض ومباركة تأييد القيادة الثورية والسياسية لاتِّخاذ قرارات التغيير والتصحيح الجذري الذي ضحت؛ مِن أجلِه ولأجله القبيلة اليمنية بفلذات أكبادها وخيرة أبنائها في سبيل الله وفداء للوطن؛ لنيل الحرية والاستقلال، المتمثل في قطع يد الوصاية والاحتلال الذي دام طويلاً وحال دون تحقيق التغيير الجذري.
ومن هنا ننتهز الفرصة باسمي وباسم أبناء قبيلة ذو محمد خُصُوصاً وقبائل بكيل عُمُـومًا لإعلان تفويضنا وتأييدنا ومباركتنا لإعلان المرحلة الأولى من التصحيح الجذري وسنقف خلف القيادة الثورية والسياسية على أهبة الاستعداد والجهوزية لإفشال استمرار مؤامرات قوى العدوان وأدواته.