التغييراتُ الجذرية.. منطلقُ بناء الدولة اليمنية القوية
صلاح عبدالرحمن بجاش
لا شك أن التغييراتِ الجذريةَ التي أعلن عنها قائدُ الثورة المباركة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظُه الله-، ودشّـن المرحلة الأولى منها في خطابه الملهم والزاكي الذي صدح به أمام الحشود المليونية من أبناء شعبنا اليمني العزيز خلال الفعاليات المركزية للاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف ١٤٤٥هجرية، لا شك بل مؤكّـد أنها ستُثْمِرُ في تحقيق ثورة إصلاحات إدارية وتنظيمية متكاملة، وإحداث نهضة تنموية شاملة، وبناء دولة يمنية حديثة قوية.
واختيار السيد عبدالملك، مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ليعلن فيها عن المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية، لم يكن اختياراً عابراً، بل هو اختيار حكيم وملهم، نابع عن وعي قرآني وبصيرة نورانية ورؤية ومنهجية وهُــوِيَّة إيمَـانية؛ فلهذا الاختيار دلالاته الهامة والعظيمة المتصلة بدلالة مناسبة المولد النبوي الشريف، وما رافقها من أحداث ومعجزات وتغييرات عظيمة شهدها الكون، حَيثُ أشرق بالضياء والنور وتهلل الوجود طرباً وسروراً واستبشارا.. وقد كانت تلك التغييرات الكونية الظاهرة والمعجزات الربانية الباهرة التي رافقت ساعة ولحظة مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، مؤذنة ومبشِّرَةً بميلادِ فجر جديد في حياة البشرية.. ينتقلُ فيه الناسُ من واقع الذُّل والعُبُودية إلى حياةِ العزةِ والكرامةِ والحريةِ، ومن ظلمات الجهل وجَور الأديان وعبادة العباد والأصنام، إلى نور وعدل الإسلام وعبادة الله وحدَه ذي الجلال والاكرام.
اختيارُ هذه المناسبة العظيمة للإعلان عن التغييرات الجذرية جاء لكونها محطةً مباركةً وهامةً للانطلاق نحو تغيير الواقع وتصحيح الوضع، وفقاً لمقتضى الرسالة الإلهية؛ واهتداءً بكِتاب الله الكريم؛ واتِّباعاً وتأسياً واقتدَاءً بخاتم النبيين وأشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبدالله -صلى الله وسلم عليه وعلى آله-.
والأَسَاسُ الذي سيعتمدُ عليه في التغيير الجذري هو القرآنُ الكريم، كما أكّـد ذلك السيد القائد؛ لذا ومن خلال السير وفق هدى القرآن الكريم، فَــإنَّنا نحظى بتأييد الله وبعونه، وسيتحقّق لنا الفلاح والنجاح المنشود في بناء وتنمية ونهضة وطننا، ولنسهم بدورنا الفاعل في استعادة الأُمَّــة لعزتها ومجدها العريق.
وقد حدّد قائد الثورة -يحفظه الله- أبعاد ودوافع التغييرات الجذرية، في خطابه بمناسبة العيد التاسع لثورة 21 سبتمبر، موضحًا أن الأولوية الكبرى هي التصدي للعدوان، والتي كانت ولا تزال أولوية، حتى يتم إنهاء العدوان والحصار والاحتلال.. ولن نتجاهَلَ الأولويةَ الأُخرى، في تصحيح الوضع في مؤسّسات الدولة، كهدفٍ أَسَاسيٍّ من أهداف ثورتنا المباركة، ومطلبٍ شعبيٍّ نعملُ على تلبيته.
ولكي نصلَ إلى تحقيقِ الهدف المنشود في بناء وتنمية ونهضة وطننا، يجبُ علينا جميعاً أن نعملَ يدًا بيد لبناء البلد، وأن نجسد على أرض الواقع وفي ميادين العمل حقائقَ الصدق في حمل الأمانة واستشعار المسؤولية والتفاني والإخلاص في خدمة الوطن والشعب.. فنكون عوناً وسنداً للسيد القائد في مسار التغيير الجذري والعزمِ على التخلُّص من موروث الماضي السلبي، ومعالجة الاختلالات، سواءٌ أكانت في أداء بعض الموظفين أَو في الأنظمة والقوانين التي تحتاج إلى إصلاح، وكذا العمل على تصحيح وإصلاح وضع مؤسّسات الدولة وتحويل التحديات إلى فرص، والحرص على العمل وفق رؤيةٍ صحيحة، تؤدِّي فيها مؤسّسات الدولة دورَها في توفير البيئةِ والظروف المناسبة لنهضةِ الشعب.
ولذا فَــإنَّ المرحلةَ الأولى للتغيير الجذري التي أعلن عنها قائد الثورة -يحفظه الله، ستوفِّر أرضيةً صُلبةً، ورؤيةً صحيحة، ومنطلقًا سليمًا وقوياً لبناء الدولة ولتلبية طموحات وتطلعات الشعب، والمضي قُدُماً في دروبِ العمل والبناء والتطوير والإنتاج والحرص على تحقيق الاكتفاء الذاتي وَإحداث نهضة كبرى في مختلف المجالات، متمثِّلين في ذلك ما تحقّق لقواتنا المسلحة الباسلة في ظل قيادتنا الثورية الملهِمة والحكيمة والشجاعة، من تطوُّرٍ كبير -بناءً وإعداداً وتدريباً وتأهيلاً واحترافًا قتاليًّا وتطويرًا وتصنيعًا حربيًّا وامتلاكًا لأسلحة ردع استراتيجية فتاكة ومدمّـرة.
وهكذا سنمضي، إذَا وُجدت الهِمَّةُ والإرادَةُ والعزيمةُ والشعور بالمسؤولية وبذل الجهود المخلصة والمتفانية فَــإنَّنا قادرون على تحقيق النجاحِ المنشود في النهوض بالوطن في مختلف الجوانب والمجالات.. وهذا ما سيكونُ بإذن الله تعالى.