عرفناك.. فـ فوَّضناك
احترام عفيف المُشرّف
(بمثلِ ابنِ بدرٍ فَليباهِ الذي والَى أَلَا فهبوني مثلَ مولاي أَمْثَلَا)
لم نسمعْ عنه سماعًا فقد يبالغُ من يحدِّثُك في وصف من أحبه، ولم يَعِدْنا ويُمَنِّينا فقد تُخلَفُ الوعود، وتخيبُ الأمنيات، إنه من أرانا أفعالَه قبل أن يُسمِعَنا أقواله، إنه من أتانا من أقصى اليمن يسعى ليقولَ لنا: لا تيأسْ يا شعبَ الحكمة والإيمان، فأنت المذكورُ بكتاب العزيز الجبار الموصوف بالقوة والبأس الشديد.
وكان البدرُ الذي سطع نجمُه من جبال مران ليشرقَ بنوره على اليمن بأسره.
إنه قائدُ الأفعال لا الأقوال، إنه من قاد اليمنَ وهو في أضعفِ مراحله: الاقتصادية والعسكرية والسياسية، ولم يتوانَ أَو يتقهقر، بل قال: بسم الله مجراها ومرساها. وقاد السفينةَ التي كادت تغرقُ عن آخرها، وأخرجها من لُجَجِ البحار المتلاطمة الأمواج، ورسا بها إلى شاطئ الأمان.
إنه من قاد جيشَ الحفاة ليواجِهَ بهم كُـلَّ ما أنتجه العالَمُ من أسلحة الدمار الشامل وقال لهم: نحن بالله منتصرون وهم بباطلهم مهزومون.. وقوَّى فيهم عزيمةَ الإيمان التي متى قُوِيَت فلن تستطيعَ قوةٌ في الأرض هزيمتُها وكان له ولجيشه الحافي النصرُ والتمكين والتأييد الإلهي.
إنه القائدُ الذي وصفه أعداؤه بـ “الآتي من الكهوف” ووصفوا أتباعَه، بأنهم “مجموعة من الشُّعْث الغُبْر” فكان هذا الآتي مع شعثه الغُبر هم من أعادوا لليمنِ هيبتَه واستقلالَه، وللجيش أسلحتَه ورجالَه، وللعروض العسكرية هيبتَها.
إنه القائد الذي -رغم ما يحملُه من هموم أرضه وشعبه- لم ينثنِ عن أن يقولَ لجيشه: “أنتم أنصارُ الدينِ أينما كان هناك داعٍ لنصرة الدين، وأنتم حَمَلَةُ القرآن وأنصارُه، وأنتم محبو نبيكم وأنتم أنصاره”، فكان له ما قال وبثَّ في قلوب أعداء الدين الوجل من وثبته الحيدرية.
إنه من نطق بصرخة مدوية ضد طواغيْت العصر في وقت باتت فيه عظمى الدول لا تجرؤ حتى على الهمس ضد المستكبرين!
إنَّه القائد المحنك الذي قاد اليمنَ في السنين العجاف، وأخرجها من ذل الاستكانة والخنوع إلى عزة النصر والتمكين، وأجلس أعداءَه على طاولة الحوار راغمين، وهو ذاتُه من سيقودُنا إلى الخير والتغيير الذي يقتلعُ به الفاسدين الذي عاثوا في السعيدة خرابًا.
إنه قائدُ العصر والتغيير الذي أعاد الأملَ، ليس لشعبه فقط بل لكل الإنسانية، بأن تقف في وجه كُـلِّ متكبِّر، وأن لا طاعة إلا لله، إنه السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه وسدَّد على طريق الخير خُطاه-.
إنه من فوّضناه وما فوَّضناه إلا بعد أن عرفناه وحُقَّ لنا أن نفوِّضه ونقول له: امضِ بنا فأنتَ أنتَ القائدُ الذي يحقُّ لمن سار خلفَك أن يكونَ رأسُه عاليًا وَشامخًا فوق السحب ويقينهُ قويًّا بأن القادمَ أفضلُ وأن التغييرَ سيكونُ إلى الأحسن.
ومن يكذِّبْ قائدَنا في ما قال فليسَ إلا مريضُ قلبٍ لا شفاءَ له، كيف لا وهو من رأى وعودَ البدر تتحقّق تباعًا؟!
وقد رأى بأُمِّ عينَيه من طرقوا باب اليمن؛ مِن أجلاف الخليج ومن معهم كيف أسمعهم البدرُ ومن معه الجوابَ وعرَّفوهم أن باب اليمن إذَا طرق بالشر فإن فتحَه يعني بأن جهنمَ قد فُتحت على من طرقه؟!
كذلك هو بابُ التغيير الذي وعدنا قائدنا بطرقه وفتحه على مصراعيه سيكون فيه التغيير والتبديل والإصلاح بإذن الله، وما علينا إلا الثقةُ والدعاءُ لقائدنا بالثبات والتأييد من الله -سبحانه وتعالى- ونقول له: “فوَّضناك يا قائدنا.. فوَّضناك”.