الرسولُ الأعظمُ.. هو مِنَّا ونحن منه
إبتهال محمد أبوطالب
تقـوى القـلوب تُعْرَف بتعظيـم شـعائر الله، قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
كلّ كلام رسـول الله حق، فكل كلمة لها مدلول ومعنى، لها رؤية وواقع، فرسـول الله القائل: «الإيمان يمان، والحكمة يمانية»، وهذا ما تحقّق واقعًا، فاليـمن تمثل الصدارة في الإيمان والولاء لله ورسوله وآل البيـت.
إنَّ مناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي تعدُّ محطة لتأكيـد الإيمان، محطة لتقويـة الارتباط برسـول الله، بل هي محطة إعلامية بأننا لم ولن نتخلى عن رسول هو منا ونحنُ منه، محطة إعلامية بأننا براء لكل ما وصل إليه المجتـمع الغربي من انحلال أخلاقي، وَانفصال إنساني.
الاحتفال بمناسـبة ذكرى المولد النبوي تأكيدٌ بأننا مع الصدق ضد زمن الزيف ومع الحق ضد زمن البـاطل، ومع الإنسانية ضد زمن الحيوانية، بأننا في مركب السـمو والعلو ضد أصحاب الانحطاط والدنو، ضد السخافة والسخفاء، والمياعة والمائعين، إننا نعلن للعالم أجمع بأننا أُمَّـة رسـولها محـله حدقات العيـون، وحنايـا القلوب، فهو النور للدروب، والمرشـد لتفريج الكـروب، والنمـوذج في كُـلّ الحروب.
فباتباع رسالة رسول الله تكون الرجولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ثم إننا ما نكاد نسمع عن مستشرقين أَو كتاب يبحثون في سيرة رسول الله، إلا وينبهرون بعظمة شخصيته الفريدة، وحياته القويمة، فهذا الكاتب البريطاني جورج برنارد يقول: “قرأت حياة رسول الإسلام جيِّدًا، مرات ومرات لم أجد فيها إلا الخلق كما يجب أن يكون، وأصبحت أضع محمداً في مصاف بل على قمم المصاف من الرجال الذين يجب أن يتبعوا”.
وهذا المستشرق الكندي زويمر يقول: «إنَّ محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أَيْـضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادِّعاء».
وهذا المستشرق سنرستن الآسوجي يقول: “إننا لم ننصف محمداً إذَا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصراً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ”.
صلاةٌ وسلامٌ عليك يا خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آل بيتك الطاهرين.