مطلبُ الشعب اليمني التغيير الجذري ولن يلتفت إلى إرجاف أبواق الأعداء
عدنان علي الكبسي
على مدى عقودٍ من الزمن والشعب يعاني من ظلم حكومات العمالة وحرمانه من ثرواته الوطنية، عانى من الفقر والبؤس، واعتمدت حكومات العمالة الاحتكار والتسلط، واستحوذت الثروات للمصالح الشخصية والحزبية، ونهبت ثروات الشعب لصالح الشركات الأجنبية، ولم يتبقَ لليمنيين إلا فتات الفتات، والحصة الأكبر من الفتات تذهب إلى أرصدة كبار مسؤولي الحكومات السابقة، وكان الشعب اليمني في كُـلّ عام مرة أَو مرتين يطوبر للديزل والغاز مع جهوزية ثروات البلد وتوفرها، ولم يكن البلد يعاني من حصار ولا من عدوان ولا من احتلال.
لم يُبن للبلد وضع اقتصادي جيد نتيجة السياسات الخاطئة، وانعدام المشروع الحضاري للأنظمة العميلة، كلما جاء عام كان الذي قبله أفضل منه، اقتصاد البلد ينحدر إلى الانهيار الشامل، وذلك بفعل السياسات العدائية الأمريكية، في ظل الوصاية الأمريكية لعقود على بلدنا العزيز، وَأَيْـضاً بفعل السياسات الارتهانية لقوى السلطة آنذاك، وتفريطها الكبير في شعبها وبلدها؛ نتيجةً لانشغالها بأولوياتها الحزبية، والفئوية، والشخصية.
وازدادت معاناة الشعب عندما أخضعت قوى السلطة البلد للبند السابع تحت مسمى المبادرة الخليجية، فكانت الحالة الرسمية ما قبل وما بعد المبادرة الخليجية قائمة في سياستها على أَسَاس الولاء لأمريكا، وعلى أَسَاس الاستجابة التامة لأمريكا، وفي كُـلّ ما تحدّده لهم أمريكا، لدرجة أن السفير الأمريكي كان في صنعاء هو المسؤول الأول فوق الرئيس، فوق أي مسؤول في هذا البلد، فتتنافس السلطة والأحزاب في أخذ المكاسب والتنافس على المكاسب السياسية بالاعتماد عليه والتودد إليه غير مبالين بمعاناة الشعب اليمني.
وحينما توجّـه الشعب اليمني في ثورة 21 سبتمبر لتصحيح وضعيته وبناء البلد على أَسَاس من هُــوِيَّته الإيمانية، محقّقاً بذلك الاستقلال والحرية، متجهًا للنهضة الحضارية، توجّـه العدوان بتحالفه الشرير ليمنع الشعب اليمني من تحقيق ذلك.
الخلل في مؤسّسات الدولة قديم جِـدًّا، منذ عقود والشعب يعاني، والمواطن يصيح (يوم الدولة سنة)، الروتين الطويل، الابتزاز المالي، المظاهر السلبية، الخلل الكبير في كُـلّ مؤسّسات الدولة، مسألة معروفة للشعب منذ زمن، فالخلل ليس في أشخاص يتم تغييرهم بآخرين فحسب، الخلل يعود إلى مشكلة كبيرة، الخلل في العمق، هناك كثير من الأنظمة، من القوانين، من اللوائح الخاطئة والتي لها تأثير كبير وسلبي في أداء مؤسّسات الدولة.
فمسار التغيير الجذري لإصلاح مؤسّسات الدولة لا بُـدَّ أن يعتمد على القرآن الكريم والاتِّباع للرسول الأعظم -صلوات الله عليه وعلى آله-، القرآن الكريم هو الطريق الصحيح لتغيير الواقع، وهو المنهج الوحيد الذي يعالج المشاكل الكبرى، ويتجه بالأمة بالتغيير نحو الأفضل، وفيه الحل لكل الأزمات المتفاقمة من إرث الماضي، وله الاعتبار فوق كُـلّ المقرّرات والقرارات، وهو الأَسَاس الذي نعتمد عليه في مسار التغيير الجذري.
ولكن ومع البدء في تنفيذ التغيير الجذري سيتحَرّك المنافقون والذين في قلوبهم مرض للتخذيل، للإرجاف، للتهويل، لهز المعنويات، لكسر الإرادَة، يتحَرّكون بلا مسؤولية، بلا نصح، بلا إرادَة خيرٍ للناس، بغباء كبير وبشكل سلبي للغاية، ليثيروا الشائعات والدعايات، ويرجفون ويخوفون ويصيحون ويولولون ويصرخون من التغيير الجذري، تباكيًا على الدستور والقانون اليمني، ويشككون في الهُــوِيَّة الإيمانية لليمنيين باسم الحفاظ على القرارات والأنظمة واللوائح التي في الدستور، وسيتحدثون عن الخطر على الجمهورية، وهذا منطق الأعداء في كُـلّ المراحل الماضية، ولربما نسمع أشياءَ وأشياء.
والذي يهمنا كمجتمع هو قيام الحق والعدل، وتحقيق الخير لهذا البلد، نحن كمجتمع نريد الجمهورية أن تجسِّد الانتماء الأصيل الإيماني لنا كيمنيين، وهُــوِيَّتنا الإيمانية الأصيلة، فلا داعي للمزايدة علينا كيمنيين.
مطلب الشعب اليمني التغيير الجذري، ونحن مع السيد القائد في التغيير الجذري، فوضناه تفويضًا كاملًا في التغيير الجذري غير ملتفتين إلى دعايات العملاء، ومخاوف المنافقين، وإرجاف أبواق الأعداء، فهم يسعون لمحاربتنا كمجتمع متمسك بهُــوِيَّته الإيمانية، ولن نلتفت إليهم، ولا نبالي بهم، وذبذبات أبواقهم ستنطلق إلى الجو ولن تصل إلى أرضية نفسياتنا ولن تؤثر فينا طالما ثقتنا بالله قوية وثقافتنا قرآنية وقيادتنا ربانية من أعلام أهل البيت سلام الله عليهم.