فرنسا الوجهُ القبيحُ لـ “القارة العجوز”
شهاب الرميمة
كانت وما زالت فرنسا هي الوجه القبيح للسياسة الأُورُوبية والتي تتمثل في إخضاع الشعوب واستعمارها ونهب ثرواتها والتحكم بكل مواردها، والعمل على طمس هُــوِيَّة الشعوب وثقافتها وتغيير اللغة الأصلية إلى اللغة الفرنسية، والعمل على تجهيل الشعوب المستعمرة لديها وحرمانها من أبسط مقومات الحياة كما هو حال البلاد الأفريقية.
وأحد هذه البلدان هي البلاد الأفريقية، النيجر، والتي تعيش تحت وطأة الفقر والجهل والبطالة وتفشي الأمراض المزمنة والمستعصية، وافتقارها لأبسط مقومات العيش الكريم والمشاريع الخدمية.
رغم أنها تمتلك ثروة اقتصادية قادرة على جعلها من أغنى شعوب العالم، إذ يقدر احتياطيها النفطي بـ953 مليون برميل، والغازي بـ24 مليار متر مكعب، والتي تستفيد منها فرنسا أكثر من النيجر نفسها.
بينما ليس البترول المصدر الطاقي الوحيد الذي تستورده فرنسا من النيجر، بل أهم من ذلك يأتي اليورانيوم النَّيجري الذي يعد ركيزة البرنامج النووي الفرنسي، وتستورد فرنسا قرابة 7000 طن من اليورانيوم سنوياً نحو 34 % منها تأتي من النيجر.
وبهذا يكون البلد الأفريقي الأفقر هو أكبر مصدر لليورانيوم نحو باريس، وتستولي شركات فرنسية، أبرزها شركة “أورانو”، على يورانيوم النيجر رابع منتج لهذه المادة عالميًّا لتلبية نحو 70 % من احتياجات فرنسا من الطاقة الكهربائية النووية، كما أن هناك قواعدَ عسكرية فرنسية بأكثر من 1500 جندي فرنسي في النيجر؛ ما يعني قاعدة عسكرية لحلف الناتو في الساحل الأفريقي وهذه ما يجعل للنيجر أهميّةً استراتيجية.
(حلف الشر) فرنسا ودول أُورُوبا وأمريكا أَيْـضاً، وتحاول اليوم فرنسا ومعها القارة العجوزة وأد الثورة التي استنهضت الأحرار من أبناء النيجر لتحرير بلادهم وخلع الوصاية الفرنسية عن كاهلها والعمل على تحريرها والاستفادة من ثرواتها وتطمح تنمية اقتصادها وتحسين معيشة أبنائها والسيادة على وطنها، ولذَلك نرى التهديدات والتحَرّكات بشن عدوان عسكري فرنسي على هذا البلد الذي عانى ويعاني من البؤس من هذا الوجه القبيح لهذا المحتلّ الطامع بثروتها دون أبناء الأرض والحق؛ كون ذلك يسبب لفرنسا أزمة اقتصادية يطيح بها ويطفئ أنوار باريس ويجعل من برج إيفل رمزاً للظلام، وهذا ما سنراه قريباً وسنرى نورها المشرق في وجوه أبناء القارة السمراء.