مساعٍ أمريكيةٌ لإفشال المفاوضات
فضل فارس
على ما يبدو أن هناك بعض التقارب الملحوظ في المفاوضات وما يتعلق بالملف اليمني بين صنعاء والأطراف المعنية بهذا العدوان “الرياض وأبو ظبي”، ذلك ما بات يظهر هذه الأيّام في وسائل الإعلام وهو ما يأمله الجميع أن تتوج هذه المفاوضات بنهاية هذه الحرب، وأن يعم السلام العادل والمشرف ربوع هذه المنطقة، ولَكن الاستفهام هنا وليس غريبًا في أن تأتي الشيطان الأكبر الولايات المتحدة ومن فوق طاولة التفاوض لتكون حائلًا ومانع أمام أية حلول عادلة وَمنصفة قد تخرج بها تلك المشاورات، وذلك بفرض تصوراتها الخَاصَّة البعيدة عن مضمون العدالة على العملية التفاوضية.
أن تأتي وَبمكر ظاهر لتجدد وقوفها ضد مسار السلام وذلك بفرض نفسها كوسيط يعتلي الصهوة وهي من موقعها القيادي في رأس الهرم والجميع يعلم ذلك في التخطيط والتسليح، كذا الشراكة الفعلية في هذا العدوان على اليمن، وهنا وَبدلالة ما تقدم من المفترضات السلبية للإدارة الأمريكية تتجلى ظاهرةً -أَيْـضاً عبر محاولتها تقديم المرتزِق العميل بائع الأوطان كطرف رئيسي في هذا العدوان- خبث ومكر سياستها “العدائية وَالمنحازة” في تعقيد الأمور وَخلخلة الصفوف في أوساط هذه الأُمَّــة.
إن كُـلّ ذلك لهو من السخرية الاستفزازية والتآمر المكشوف على هذا الملف وهو ما ينبئ عن حرصها التآمري في عرقلة سير هذه الجهود التفاوضية وَالحيلولة دون تقدمها، وذلك ومن مضمون ما صرحت به وتريد أن تفرضه إنما هو مغزى مقصدها العدائي في إبقاء المجال الإجرامي مفتوحًا لمواصلة العدوان والحصار على الشعب اليمني.
مع ذلك فَــإنَّ القيادة السياسية في الوفد المفاوض كذا القيادة الثورية والسياسية للبلد ليست غافلة عن هذا المكر والتآمر، وإنه وبناء على مجمل الاستدلال للحيثيات المستجدة في الواقع، ليكن في علم الجار الجائر إن هي انطلت عليه تلك المفترضات الأمريكية الزائفة الساعية إلى تدميره وَإفشاله، أَو حاول حينها مسايرتها والتشبث بها، بأن الذكرى العظيمة وَالمقدسة والتي سوف يقيمها شعبنا العظيم فرحاً وَاستبشاراً بولادة خير الخلق محمد (ص) لهذا العام ستكون ومن المحتمل بحسب التوقعات، كذا بالنظر لما سوف يأتي قبلها من إظهار لثمرة الصمود والكرامة في العيد الوطني للاستقلال والحرية يوم الـ21 من سبتمبر.
إنها ستكون الحد الفاصل بين الكذب والصدق، بين المراوغة والحقيقة، ففيها وكما جرت الحكمة في شعبنا العزيز سيكون لقائد الثورة السيد العلم عبد الملك بدر الدين، خطاباً جماهيرياً فيه، وإن شاء الله ما يفرق كُـلّ أمر حكيم من بلسم لجراح المؤمنين وَما يثلج بإذن الله صدورهم، ويخزي ويحبط كيد الفاسقين من أعدائهم.
أخيراً ونظراً لما قد تقدم من سرد وبما أننا على أعتاب إحيَـاء عيد الثورة السبتمبرية وَالمتزامنة أَيْـضاً مع قرب هذه الذكرى العزيزة فَــإنَّه لم تزل هناك الفرصة سانحة للنظام السعوديّ.
كذا سعى للانجرار وراء تلك الآراء وَالمفترضات التي قد توقعه في المأزق وتعدى هذه الفرصة، فَــإنَّ ذلك وبحسب الواقع وَالمجريات في دماره وجزاء أعماله، وَلينتظر عند ذلك ما بعدها، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.