أمريكا وسرقةُ الأوطان
أم الحسن الوشلي
“السارقُ من السارق كالوارث عن أبيه”..
من مصدر الثقافات المغلوطة الأمريكية، كذبة سعوديّة مدبلجة تفتي وتكذبُ بها الحكومة السعوديّة فتصدّق كذبتَها وتجري في مسلكها لتحقّقَ أهدافَ أمريكا وأطماعها في البلدان العربية لتتمكّن من انتهاك السيادات ونهب الثروات، وخَاصَّة في اليمن وما البداية ولا النهاية إلا بأوامر أمريكا وحسب توجيهاتها، فأخذت أمريكا قراراً ووجهته السعوديّة بتعيين حكومة مغتربة خائنة ومحسوبة على اليمن لتعطي أفراد توليفة الحكومة صلاحية طباعة العملة اليمنية وتستولي على الإيرادات الوطنية والاحتياطات الخارجية من العملة الأجنبية؛ فيتدهور حال الوطن وتصبح العملة اليمنية بلا أية قيمة ولا يبقى لدى اليمن أي نفوذ أَو احتياط نقدي أَو عائدات من خيرات الوطن؛ سعيًا منهم لإسقاط سيادة البلد وتهديد استقراره وإهانة المواطن واستغلاله في أرض وطنه؛ فيستخدمون سياسة التجويع مع إغلاق المنافذ وحصار البلد وإسقاط العملة واختلاق الأزمة المعيشية في أوساط المجتمع، على أمل أن يرضخ المواطن لاستبدادهم ويخضع لانتهاكاتهم.
وبهذا الحال يتم استلاف القروض والمبالغ النقدية الهائلة باسم اليمن، وما هي إلا لتلك التوليفة المتصنعة كحكومة لتتعالى أرصدتهم في البنوك وتطول مدة إقامتهم في الفنادق الخليجية ويدفعون ما يؤمرون لحكومة السعوديّة؛ لتسلبها أمريكا وتنزع منها المبالغ أضعافاً مضاعفة، وإن تبقى لدى السعوديّة القليل مما تم لهفه فَــإنَّ التوجيهات الأمريكية والوضع الحاصل يوجب برفد ترسانتهم العسكرية وترزيق المترزقين على أرواح الأبرياء ودماء الأزكياء.
وبهذا تتدهور حتى السعودية في ميزانيتها المالية الضخمة وتنجح بعض مخطّطات أمريكا وتحصل على أطماعها بهذه الطرق من البلدان العربية، فقد استخدمت أمريكا سارقًا ليسرق المسروقات من سارق البلد.
والهدف من هذا الحال هو أن يغوص اليمن في دوامة دفع الديون وتبقى الأجيال القادمة ولعهود من الزمن تكد في حالة الفقر وتقْضي الديون المديونة للصعاليك على حساب الوطن، والمستفاد منها في تدمير البنية التحتية لليمن وَتقليص ازدهارها وزعزعة استقرارها وهدم مستقبلها واستقلالها، ولتدفع اليمن كُـلّ ثرواتها وما فوقها وما تحتها باسم القروض المستلفة وقضاء الديون المستعارة، وهكذا تظن أمريكا أنها قد بلغت المراد.
فلا تبقى سيادة ولا يبقى ازدهار، لا ينجح مستقبل ولا يحقّق استقرار، بل تظل هي المتفرعنة والمتقرصنة على كُـلّ حال، وبهذه الطريقة تنهب وتسرق وتتحكم في الشعوب وَالأوطان العربية والسيادة والاستقلال.
إن الوضع خطير والخطورة تزداد فإن صحت الأُمَّــة من غفلتها وصرخت وضربت بيدٍ واحدة من حديد وإلا فَــإنَّ التمادي الأمريكي سيبلغ ذروته من الأُمَّــة العربية والإسلامية، وتصبح دولها دول ضعيفة هزيلة قابلة للانتهاكات والاستعمار والاستبداد لسياداتها، قابلة لكل ما يقدم لها من ثقافات مغلوطة وأوامر هينة دنيئة، فتصبح دولًا ضائعة لا دين لها ولا نهج، لا تاريخ عريق ولا سيادة كريمة، لا مبادئ ولا كرامة لها ولا مكانة أَو أية قيمة.