خطرُ الشائعات وَالحملات الدعائية المضلِّلة على الوضع الداخلي للبلد
فضل فارس
هذه الدولة ومنذ نعومة أظفارها وهي في بدايات التأسيس بعد أن ولدت من رحم الاستضعاف وطفائح المعاناة، الذي أجبرها ولسنواتٍ على العيش فيه حكام الأمس المتكئين على وعود وسياسات الغرب الكافر.
لم تحمل ولو يوم في خلجاتها وتلك من الأسس والمبادئ الأَسَاسية في قوام مشروعها سياسة الانتقام، أَو كما هو عند البعض من قانون الثأر والسعي بكل الوسائل للانتقام وتصفية الحسابات ممن نالَهم بعض الأذى منه فيما قد مضى من الأيّام.
هي تحمل تقوى الله في المعاملة السوية بين كُـلّ الفئات وكلّ المواطنين في هذا الشعب، وبغض النظر عن أية خلافات سابقة بينها وبين أي مكون، فهي ومن موقعها المتقدم كحركة وكَمكون شعبي من أبناء هذا البلد في مناهضة هذا العدوان والتصدي له لم تنطق ولو بكلمة على لسان أيٍّ من قادتها في يومٍ من الأيّام أنها هي من فعلت ومن صنعت؛ لذا فلها الأحقية في أن تأخذ أَو أن تفعل، ذلك الانحطاط في التقول بعيدًا كُـلّ البعد عنها وواقع المرحلة يشهد بذلك.
إن ما يحمله الشرفاء من أبناء هذا البلد وبعيدًا عن أية تصنيفات فئوية في هذه الدولة القائمة هو كُـلّ ما قد تقدم من تعدد صفات الإخوة والتسامح كذا الحلم والعفو عند المقدرة، فمن يأتي في هذه الفترة ومن واقع انحطاطه الأخلاقي وتعاونه المقصود أَو العكس عن ذلك مع دول العدوان ليثير البلبلة والحملات الدعائية بما تحملها من تهجم وقبح ويوجه أسهم الاتّهام والسب والتشهير وتحميل عظم المسؤولية لما هو حاصل اليوم وقبل اليوم من تردي الأوضاع في هذا الشعب والذي هو نتاجُ عدوان خارجي ممنهج في كُـلّ المجالات فيأتي وبكل قُبح وخساسة ليحمِّلَ المسؤوليةَ هذه الفئةَ وهذا المكوِّنَ الذي هو أَسَاسٌ ومعه كُـلّ الأحرار في هذا الشعب من له اليد الطولى والكف الوسيع في مواجهة كُـلّ تلك التحديات والصعوبات التي كانت لولا تلك الأيدي وعون الله ومعيته قد أكملت تفتيت النسيج الاجتماعي والمحور الارتكازي لما تعنيه للجميع هذه الدولة في كُـلّ مجالاتها.
وعلى ذلك فَــإنَّ من يقفون وراء تلك الشائعات والحرب الإعلامية والدعائية في هذه الفترة والتي لا تستهدف إلَّا الأحرار من أبناء هذا الشعب من يقفون بكل ثقلهم لبناء هذه الدولة في كُـلّ المجالات ولترسيخ دعائمها المحقة ولتكون بذلك كما هي الآن في أوج القوة والمهابة في شتى قنواتها المؤسّسية والإدارية.
هم ليسوا سوى أجندة ارتزاقية تتبع العدوّ الخارجي وهم بما تتقوله أفواهُهم -سواءً من حَيثُ يشعرون أو لا يشعرون- إنما يخدمون المعتدين، من لهم اليد القذرة في وصول أبناء هذا الشعب في مثل هذا الحال، ولردعهم والتصدي لهم ولإحباط مثل تلك الشائعات والدعايات التي تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الوضع الداخلي على الجهات المعنية في الجانب الرسمي في البلد أن تتخذ تجاههم المواقف الصارمة والرادعة، وقانون الله في نصه البنود القاهرة لمواجهة مثل هذه الفئة في مثل هذه المواطن.
قال تعالى: (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً) صدق الله العظيم.