يا قائدَنا فوَّضناك
فاطمة محمد المهدي
للسنة التاسعة خرج شعبنا محتشداً رجالاً ونساءً إلى الميادين، احتفاءً واحتفالاً بذكرى سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولكن هذه المرة بأعدادٍ وإعدادٍ منقطعِ النظير، لم يحدث مثلهما من قبل؛ فتعالت أصوات الحشود المؤمنة رجالاً ونساءً في كُـلّ ميادين العاصمة صنعاء وكل المحافظات وَالمناطق المحرّرة منها هاتفةً: “يا قائدنا فوضناك” بصوتٍ واحد، مُلَبٍّ ومؤيِّدٍ ومفوِّضٍ للسيد القائد العلم/ عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، لاتِّخاذ القرارات التي يراها صالحةً لهذا الشعب، ورافعاً العلم الوطني مع رايات لبيك يا رسول الله الخضراء جنباً إلى جنب.
السيد القائد نصرهُ الله، كان خطابه عالميًّا بمعنى الكلمة، تحدث فيه عن عالمية الرسالة المحمدية التي هي الإسلام، والكتاب السماوي الجامع للكتب السماوية وهو القرآن، وكيف أنهما الحل والعلاج والمخرج لكل ما تعانيه الإنسانية من شرور وظلم وظلمات وفساد وراءها الشيطان ومصدرها أولياؤه وخدامه على رأسهم أمريكا وإسرائيل.
وبابتهاج عارم استقبل الشعب إعلان السيد -حفظه الله- أولى خطوات التغيير الجذري من مشروع إصلاح المنظومة الإدارية للوطن وهي إقالة الحكومة القائمة، والبدء بتشكيل حكومة وفاق وائتلاف وطني جديدة من الكفاءات، مصرحاً وموضحًا أنه، والمؤمنون الصادقون معه، يعملون جاهدين؛ مِن أجلِ هذا الشعب لإصلاح أموره؛ قُربةً إلى الله.
وما بين مطرقة الحشود المشرفة والعظيمة لأبناء الشعب، وسندان خطاب السيد وقراراته، التي سرعان ما تم البدء بتنفيذها، تحطمت النزوة الفتنوية الخبيثة التي سعت لها قوى الخيانة والنفاق والعمالة من الداخل، وبتمويل وتخطيط ودفع تحالف قوى الشر والكفر والعدوان في الخارج، بعدما حاولوا وفشلوا في ذلك من خارجه بالحرب والحصار.
فأخرج الله أضغان هؤلاء المنافقين الذين صدق وصف الله عز وجل فيهم: (وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).
هؤلاء الذين فرّقتهم الأسماء والانتماءات شكلاً، وجمعتهم الخواصُّ والصفاتُ التي تشكلت منها جيناتهم الخبيثة، ووجهتهم الأهداف، صدق الله عز وجل القائل: {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
وليس كُـلّ ذلك إلا آيات وبركات من بركات الإيمان والتمسك الحقيقي بالله وكتابه ورسوله، والولاء الصادق والمحبة لسيدنا محمد -صلوات ربي وسلامه عليه وآله-، فالحمد لله رب العالمين.