التفاتةٌ كريمة لشعبٍ كريم
هنادي محمد
- لأول مرة في تاريخ الجمهورية اليمنية تحدث لفتة إنسانية عظيمة لشريحة الفقراء والمساكين، وذلك بتقديم الخدمات الطبية لهم مجانًا عبر المستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء، مشروع خيّر أعلنه سيادة الرئيس/ مهدي المشاط، خلال زيارته للمشفى.
سنجد الكثير يقلل من قيمة هذا المشروع وأنه شيء متاح وممكن، وهنا سأطرح سؤالًا: لو كان متاحًا وممكنًا بهذه السهولة لماذا لم نشهد نظيره من قبل؟ وكانت الأوضاع مستقرة والبلد لا تعيش عدوانًا أَو حصارًا؟ الجواب الموضوعي عن هذا التساؤل هو ما سيظهر القيمة الحقيقة والكبرى لهذا المشروع.
المواطنون أعلنوا ارتياحهم الكبير وشكرهم للقيادة ممثلة بالرئيس المشاط، على كرم الالتفاتة الطيبة غير المسبوقة، وهو ما يؤكّـد أن هذا المشروع لامس النفوس التي تشكو من المعاناة الكبيرة، في ظل الاستهداف الذي يتوجّـه لبلدنا، وقطع مرتبات مواطنيه؛ ليكدروا صفو العيش، فأتتهم صفعة حارة عبر هذا المشروع لتقول لهم: سنعيش أعزاء كرماء، ولن تستطيعوا قطع السبل، والله سبحانه وتعالى هو المذلل لها، وكلما أطبقتم حصاركم وسعرتم نيرانكم فَــإنَّنا نزداد تكاتفًا وتماسكًا، قيادةً وشعبًا، لنريكم ما لم تروه في الآفاق وفي أنفسكم، لتدركوا أن سنن الله قائمة إذَا توفرت الأسباب.
وللأقزام المتخصصين في ضرب كُـلّ مبادرة إيجابية ومشروع وطني ناجح: أنتم الفاشلون الذين تعيشون في صميم أنفسكم عقدة نقصٍ وفجوة نفاق تكبر معكم لتظهروا الآخرين بأنهم عاجزون كما أنتم، وما لم تستطيعوا تحقيقَه في الماضي تسعون لتشويه ما أنجز في الحاضر بظروف استثنائية، فنصيحتي لكم أن تفهموا أن أُسلُـوبَ المغالطة والتشوية لم يعد مجدياً في زمن أوكل للميدان العملي النطق والفصل، وبقية الألسن لها أن تعيش حالة المد والجزر حتى تصل إلى مرحلة الثبات واليقين، والعاقبة للمتقين.