من لم ينتصر بالحديد والنار لن ينتصرَ بحماقة الأولاد الصغار
راكان علي البخيتي
في حين ما فشل آل سعود وأعوانهم في العملية العسكرية والعدوان الذين قاموا به على اليمن بدأوا يسارعون في الاتّجاه الآخر، في الحرب الناعمة وإفساد المجتمعات وتنفيذ مخطّط صهيوني من الدرجة الأولى وزعزعة أمن اليمن وسكينته واستقراره بذريعة استعادة الجمهورية.
وفي آخر محاولة قامت بتمويل بعض مرتزِقتها القابعين في فنادق الرياض وتشغيل عواطفهم بالجمهورية اليمنية وبالعَلَم اليمني، حَيثُ كانت اليمن في عهد سلطتهم تحت الوصاية الأمريكية والإسرائيلية وسلموا آخر حصون الجمهورية اليمنية مقابل إعطائهم غُرُفًا وأجنحةً فندقيةً في فنادق الرياض وتم توفير شبكة وايرلس لهم ولأولادهم لكي يستمتعوا بلعبة البوبجي، وتحشيد جيشهم من الذباب الإلكتروني؛ بهَدفِ فبركة المقاطع وقلب الحقائق ونشرها على أوسع نطاق.
وبينما هذه القطعان تسعى لذَلك، يسعى آل سعود لتحويل اليمن إلى ساحةٍ للفساد الأخلاقي والحرب الناعمة وتلحق ببلاد الحرمين، حَيثُ أصبحت السعوديّة مزاراً لكل المنحرفين بعد أن كانت مزاراً للمسلمين، وتحولت مدنها إلى مراقص وملاهٍ تقام فيها الحفلات الغنائية والرقص والمجون بدعم مباشر من ابن سلمان وتركي آل الشيخ مسؤول هيئة الترفيه.
وما هذا العمل تجاه اليمن إلّا لكي تعود باليمن إلى الماضي المظلم وإلى ما قبل ظهور المشروع القرآني وثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، فيما لاحظ الناس ما حصل في العاصمة صنعاء كان أمراً في منتهى الخطورة من الناحية الأخلاقية، حَيثُ كان الشباب والفتيات يجوبون الشوارع مع بعض في مشهد اختلاط، وفي المشهد إساءة للدين ولليمنيين أنفسهم وللجمهورية اليمنية.
فليس الجمهورية رقصاً ولا تمايلاً ولا اختلاطاً بالنساء ولا بسماع الموسيقى الصاخبة المحرمة، ولا يقبل هذه التصرّفات لا عقل ولا منطق، وهي دليل على أن اليمن كانت تخطو بها دول الخليج وغيرها إلى مستنقع الفساد الأخلاقي.
لولا رحمة الله بالشعب اليمني أن منحه القيادة الحكيمة المتمثلة بالسيد العلم القائم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، فكيف لهذه العينات أن تحافظ على كرامة اليمن واليمنيين، وكيف يُراد بشخص أن يحافظوا على كرامة اليمن من الغزاة والمستعمرين وأرباب الفساد، وهو يقوم بكل التصرفات المخالفة للدين الإسلامي، وتهين وتشوّه المجتمع اليمني في عيون العالم، ويرى أن المنهج الإلهي الذي وضعه الله لعباده، لا يلتزم به الشعب اليمني، وفي الحقيقة هم لا يمثلون الشعب اليمني وإنما هي تصرفات فردية سيدفع ثمنها كُـلّ من موّل لها، وهنا يأتي السؤال: من هو الرجل اليمني الأصيل الذي رفع العلم اليمني في مكانه الصحيح شامخاً رفرف فوق الطغاة والمتجبرين؟ يأتي وبإجماع الشعب اليمني إنه المجاهد اليمني الذي ظهر شامخاً حاملاً في يديه العلم والبندقية فوق ومن على تباب وجبال نجران وجيزان ومن على ظهور الدبابات الأمريكية والإسرائيلية وعلى هياكل الطائرات المحطمة والمحروقة.
ولا غرابة في ذَلك فمن يتمسك بكتاب الله ومنهج رسوله الكريم ويتبع منهج آل البيت لن يكون كالذي باع دينه وهُــوِيَّته وتأثر بثقافة الغرب ودرسها في الجامعات المغلقة والمعاهد الأمريكية والبريطانية التطبيقية للغات ودورات المنظمات العالمية المنحرفة.
فكل التحية والتقدير لأُولئك المجاهدين الصادقين مع الله ومع الوطن ومع الجمهورية، والخزي والعار لأُولئك المنحطين والمهرولين وراء شهواتهم وملذاتهم والذين شوهوا بتاريخ اليمن وبالجمهورية اليمنية.