المرتضى: العدوُّ غيرُ جاد في معالجة مِلف الأسرى
المسيرة | خاص
أكّـد رئيسُ اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، عبد القادر المرتضى، أنَّ تحالف العدوان ومرتزِقته يواصلون التعنت والمماطلة في مِلف الأسرى، وأن الاتّفاق الذي تم توقيعه في سويسرا يعيش حالة جمود؛ بسَببِ هذا التعنت، مُشيراً إلى أنَّ صنعاء جاهزة للدخول في صفقة شاملة تضم أسرى كُـلّ الأطراف.
وقال المرتضى في حديث لـ “المسيرة”، الثلاثاء: إنَّ “صفقة تبادل الأسرى الموقعة في سويسرا، تعيش مرحلة جمود؛ بسَببِ عدم جدية تحالف العدوان”.
وكان من المقرّر أن يتم عقد جولة مفاوضات أُخرى في سويسرا في منتصف مايو الماضي؛ مِن أجلِ تنفيذ صفقة تبادل تضم 1400 أسير من الطرفين، لكنها تأجلت؛ بسَببِ تعنت مرتزِقة العدوان في مأرب ورفضهم تنفيذ الزيارات المتبادلة للسجون، والتي تم الاتّفاق عليها في جولة سابقة بإشراف من الأمم المتحدة.
وفي منتصف يونيو، تم عقد جولة مفاوضات بالعاصمة الأردنية عَمانَ؛ لإيجاد حلول للعوائق التي عرقلت هذه الصفقة، لكنها انتهت دون التوصل لأي اتّفاق.
وأوضح المرتضى في حديثه “المسيرة”أنَّ “تحالف العدوان غير جاد في ملف الأسرى حتى اللحظة”، مُشيراً إلى أنَّ انعدام الجدية هذا ينعكس في “تعنت ومماطلة فصائل المرتزِقة وضعف الدور الأممي”.
ويعتبر ملف الأسرى من الملفات الإنسانية ذات الأولوية التي تركز صنعاء والقيادة الوطنية على معالجتها بشكل عاجل، كخطوة أَسَاسية وضرورية للتقدم نحو أية خطوات سلام فعلي، لكن تحالف العدوان يصر على إخضاع هذا الملف لاعتبارات سياسية خَاصَّة واستخدامه كورقة لكسب الوقت.
وجدَّد المرتضى التأكّيدَ على أنَّ صنعاء وافقت على طلب مرتزِقة العدوان في مأرب للكشف عن مصير “محمد قحطان” وإدراجه ضمن صفقة الـ1400 أسير، لكنهم رفضوا بالمقابل الكشفَ عن مصير أسرى الجانب الوطني، كما رفضوا تنفيذ الزيارات المتبادلة للسجون.
وكانت صنعاء قد أعلنت سابقًا أنها سلَّمت للأمم المتحدة قائمةً بأسماء أسرى لدى المرتزِقة للكشف عن مصيرهم مقابل الكشف عن مصير محمد قحطان، لكنهم رفضوا، وهو ما يكشفُ بوضوح أنهم يريدون استخدامَ “قحطان” كشماعة دعائية للمزايدة وتضليل الرأي العام فقط.
وأكّـد المرتضى أنه لا يزال لدى صنعاء “أسرى سعوديّون وسودانيون”، وأنَّ الجانب الوطني “حاضر للدخول في صفقة شاملة تضم الأسرى من كُـلّ الأطراف”.
وَأَضَـافَ أنه “لا يمكن الدخول مع الطرف السعوديّ بصفقة ثنائية لكونه المسؤول الأول في الطرف الآخر”.
وكان النظام السعوديّ قد حاول خلال الفترات الماضية الالتفاف على متطلبات هذا المِلف الإنساني من خلال التركيز على الإفراج عن أسراه فقط، وهو ما رفضته صنعاء.
وأوضح رئيس لجنة شؤون الأسرى أنَّ “ملف أسرى مرتزِقة العدوان في كتاف تم طرحه من قبلنا ورفضه الطرف الآخر”.
وتتجاهل حكومة الخونة ودول العدوان بشكل فاضح أسرى المرتزِقة لدى الجانب الوطني، حَيثُ ترفُضُ التحَرُّكَ لإخراجهم ضمن صفقات تبادل، كما ترفُضُ حتى تنفيذ الاتّفاقات التي ترعاها الأمم المتحدة؛ مِن أجلِ إنهاء معاناتهم.
مؤشرٌ إضافيٌّ على رفض السلام:
ويمثّل تعنُّتُ دول العدوان ومرتزِقتها في مِلف الأسرى مؤشراً سلبياً إضافياً على عدم جديتهم في التوجّـه نحو الحلول الحقيقية والتقدم نحو السلام الفعلي؛ لأَنَّ ملف الأسرى يعتبر أَسَاسياً وضرورياً في هذا السياق، حَيثُ لا يمكن الوصول إلى أي حَـلّ شامل قبل إنهاء المعاناة الإنسانية للشعب اليمني في كُـلّ جوانبها، وفي المقدمة إطلاق كافة الأسرى.
ويضاف هذا المؤشر إلى مؤشرات أُخرى سلبية متصاعدة في بقية الجوانب الإنسانية، حَيثُ دفع تحالف العدوان مؤخّراً بشركة الخطوط الجوية اليمنية إلى إيقاف الرحلات الأسبوعية المحدودة المتفق على تسييرها بين صنعاء والأردن، في خطوة عبرت بشكل واضح عن إصرار كبير على مواصلة الحصار واستخدام الاستحقاقات الإنسانية المشروعة كأوراق ابتزاز.
وإلى جانب ذلك، لا يزال العدوّ السعوديّ يواصل استهداف المدنيين في المناطق الحدودية بمحافظة صعدة بشكل يومي، متسبباً بوقوع شهداء وجرحى بينهم نساء وأطفال، في الوقت الذي يحاول فيه حشد مواقفَ إقليمية ودولية لتبرير هذه الجرائم.
وتعبِّر هذه المؤشرات الثابتة عن عدم تغير موقف دول العدوان ورعاتها إزاء متطلبات السلام الفعلي، كما تؤكّـد عدم وجود رغبة حقيقية لديهم في التوجّـه نحو حلول شاملة وثابتة؛ وهو ما يعني أن تركيزهم لا يزال منصبًّا على كسب الوقت وترتيب الصفوف ومحاولة فرض واقع بديل تستمر فيه معاناة الشعب اليمني.
وتعيد هذه المؤشرات إلى الواجهة تحذيرات وإنذارات القيادة الوطنية لدول العدوان، وآخرها تحذير قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي وجهه في خطاب ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام، وأكّـد فيه أن عواقبَ الإصرار على مواصلة العدوان والحصار والاحتلال ستكون “وخيمة”.