دعواتٌ لتوحيد الصف وإعلان النفير العام ضد قوات الاحتلال الإماراتي بحضرموت
المسيرة | أيمن قائد:
دعا محافظُ المهرة، اللواء القعطبي على حسين الفرجي، كافةَ المشايخ والقبائل اليمنية إلى مواجهة العدوان السعوديّ الإماراتي وطرده من كافة الأراضي اليمنية.
وقال اللواء القعطبي: إنَّ “ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإماراتي من اعتداءٍ سافر على حرمات المنازل في حضرموت يعد جريمة غير مسبوقة في تاريخ اليمن، وهو استفزاز وسلوك إجرامي صهيوني سيواجه بالردع والضرب بيد من حديد، مؤكّـداً أنَ الأحرار لن يسكتوا على مثل هذه الانتهاكات الخطيرة المخالفة للأعراف القبلية والقانونية وتتنافى مع كافة الحقوق الإنسانية”.
وطالب اللواء القعطبي أبناء اليمن عامة وأبناء حضرموت خَاصَّة بالوقوف صفاً واحداً أمام هذا الصلف والمحتلّ السعوديّ الإماراتي ومواجهته؛ دفاعاً عن العزة والكرامة والشر، منوِّهًا إلى أن “تمادي وتطاول العدوان سيواجَهُ بحزمٍ، وأن كافة القبائل اليمنية على أتم الاستعداد والجاهزية، مستنكراً صمت الأمم المتحدة عما يمارسه الاحتلال الإماراتي من انتهاك لحرمات المنازل والاعتداء الهمجي على النساء والأطفال في محافظة حضرموت”، ومطالباً في الوقت ذات كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى اتِّخاذ موقف حازم وصريح تجاه هذه الممارسات وفتح تحقيق عاجل بذلك، ما لم فَــإنَّ القبائلَ اليمنية والشعب اليمني سيكون له موقفٌ مختلفٌ وحاسمٌ وسيقول كلمتَه الفصلَ لتأديب هذا الكيان المحتلّ الذي لا بد أن ينال جزاءَه في القريب العاجل.
ويأتي حديثُ محافظ المهرة بعد أَيَّـام من حادثة اقتحام منازل المواطنين الآمنين في مدينة المكلا الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ.
وعلى مدى الأيّام الثلاثة الماضيةِ، تداول الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لحادثة الاقتحام، مصحوبةً بعبارات شجب واستنكار لما حدث، ودعوات للمطالبة بتحرير الأراضي اليمنية الجنوبية والشرقية من دنس الاحتلال، معتبرين ترويع الأطفال والنساء، دون مراعاة للحرمات والخصوصيات خطوة مستفزة للشعب اليمني بأكمله؛ لكونها تتنافى مع عادات وقيم اليمنيين، وهي تأتي في ظل الانفلات الأمني الخطير الذي تشهده المحافظات الجنوبية المحتلّة.
كما اعتبروا هذا الفعل “جريمة بشعة تعكس خساسة ودناءة المحتلّ الذي لم يراعِ حرمة النساء والأطفال داخل البيوت، في دلالة واضحة على انسلاخ تلك الأدوات عن القيم والأعراف اليمنية الأصيلة، وإجرامه المتواصل الذي يمارسه في تلك المناطق اليمنية المحتلّة”.
وتعد هذه الجريمة واحدةً من مئات الجرائم التي يرتكبها المحتلّ وأدواته ولم ترصدها الكاميرات فما خفي أشد وأعظم، وهي تعكس الصورة الحقيقية لطبيعة المحتلّ ومنهجيته القائمة على الاستعمار والتسلط والقمع لكل معارض لسياساته المشينة.
وأشعلت هذه الخطوةُ المستفزةُ الغضبَ لدى اليمنيين الذين شاهدوا المقطع المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بوضع حَــدّ لهذه التصرفات الهمجية.
وقال نائب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، حسين العزي: إنَّ “هذا المشهد يجعلُنا كشعب وجيش ونُخَبٍ أكثرَ حرصاً على أمننا العام وأكثر صرامةً وعزماً على سحق كُـلّ من تسول له نفسه المساس بالأمن خدمة للمحتلّ وأدواته”.
وَأَضَـافَ أنه “لا ينبغي أبداً لأي مرتزِق أَو مشبوه أن يحلُمَ مُجَـرَّدَ الحلم بجلبِ الغازي إلى أراضينا الطاهرة أَو باستمرار بقاء أية قوة أجنبية في شبر واحد من أراضينا ومياهنا”.
وواصل في تغريدةٍ له: “محزنٌ ما نرى ومروّعٌ، عفوك يا رب، كن بعون أهلنا في جميع أراضينا المحتلّة، أسأل الله أن يوفقنا لخدمتهم وأن يجعلنا أماناً لهم من كُـلّ روعٍ وفزع، وملاذاً لهم من كُـلّ كربٍ ووجع، ونحمد الله على نعمة الموقف الحق وله الحمد على ما ينعم به شعبنا الحر في عموم أراضينا الحرة من نعمة الوئام والسكينة والأمان”.
من جانبه، أكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، أنَّ “الدولة والقيادة في صنعاء ليست غافلة عما تقوم به الإمارات في المناطق المحتلّة، وعليها أولًا أن تدرك أنها ليست بمستوى اليمن الكبير، ولن يُسمح لها أن تستمر في مؤامراتها وعبثها في اليمن”.
وقال: “إن اليمن بعظمته وعظمة قيادته وشعبه العظيم وجيشه وصناعاته العسكرية التي تتعاظم كُـلّ يوم هي قادرة بإذن الله على إفشال كُـلّ مؤامرات الإمارات وستخرج مرغمة وسينتهي مشروعها التآمري والصهيوني، والأيّام القادمة حُبلى بالمفاجآت”.
أما وزير التعليم العالي، الشيخ حسين حازب، فكتب واصفاً المشهد بقوله: “أُمٌّ مفجوعة تصرُخُ في وجه الجندي الإماراتي الأمريكي الخسيس -الخَوَلْ لا تدعس عيالي وتفزعهم”.
ويضيف قائلاً: “أيتها الأم المفجوعة، يا أخت وأُمَّ وابنة كُـلّ يمني غيور، رشاد وهادي وبن دغر ومعين وحيدان وطارق وسلطان وبن بريك هاني وأحمد وَالبحسني وكلّ من على شاكلتهم هم من فجعوك وهم من فرطوا فيك وفي حضرموت الغالية، هم من باعوك؛ لأن لا حميّة لهم ولا غيرة ولا مروءة ولا رجولة”.
ويضيف حازب “أَمَّا الإماراتي فسيخرج يجُرُّ أذيالَ الخيبة والخسران، وسيدفع الثمن ولو بعد حين؟ ولن يسكتَ عنه أبناء حضرموت البواسل وأبناء اليمن، خسئتم يا فسول، تستعرضون أسلحتكم وقوتكم على امرأة وأطفالها ورجل أعزل”.
فعلٌ إجرامي مدان:
من جانبه، اعتبر مقرّر الجبهة الجنوبية لمواجهة الغزو والاحتلال، أحمد العليي، حادثة حضرموت “مستفزة للشعب اليمني وأعرافه التي تقيم حرمة للنساء والبيوت وأنها شاهد على انسلاخ العملاء عن القيم اليمنية”.
وَأَضَـافَ في حديثه لـ “المسيرة” بالقول: “إننا على أبواب ذكرى ثورة 14 أُكتوبر التي طردت المحتلّ البريطاني، وإن حادثة حضرموت وعشرات الانتهاكات اليومية يجب أن تعطيَ دافعاً للثورة على المحتلّ وأدواته”.
أما رئيسُ اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي -يحيى أبو إصبع فقال: “إن الانتهاكات ضد الصحافة أَو الأفراد بالقتل والاعتقالات والتفجيرات والاغتيالات مُستمرّة في الجنوب المحتلّ وهذه الحادثة واحدة من عشرات الانتهاكات اليومية”.
وأشَارَ إلى أنَّ “ما يجرى في جنوب اليمن المحتلّ سياسة ممنهجة يمارسها تحالف العدوان؛ لخلق بيئة ضعيفة ممزَّقة ومشتَّتة ومن خلالها تسهلُ له السيطرةُ دون تشكيل خطرٍ عليه”.
وشهدت عموم محافظات الجمهورية بعد صلاة الجمعة، وقفاتٍ احتجاجيةً مستنكرة لهذا الفعل الإجرامي المدان، والاعتداء على منازل المواطنين وانتهاك حرمتها وترويع وإرهاب النساء والأطفال في المكلا، مشيرين إلى أنَّ هذه الجرائم تكشف ما يتعرض له أبناء المحافظات المحتلّة من انتهاكات من قبل قوات الغزو والاحتلال وأدواتها.
وعبرت بيانات صادرة عن الوقفات عن رفضها لاقتحام منازل المواطنين في المكلا، معتبرة ذلك جريمة لا يمكن السكوت عليها.
ودعت أحرار المحافظات المحتلّة إلى تعزيز وحدة الصف وإعلان النفير العام في مواجهة الغزاة والمحتلّين، محذرة من عواقب التفريط في التصدي لقوى الاحتلال وأدواتها وما ترتكبه من جرائم بحق المواطنين في المناطق المحتلّة.
وكان مجلس الحراك الثوري الجنوبي قد أصدر بياناً شديد اللهجة مندّداً بما حدث في حضرموت المحتلّة.
وطالب المجلس قبائل حضرموت بمواجهة تلك الانتهاكات التي تمس العرض والشرف بقوة وحزم، محملاً في بيانٍ له الفصائل الموالية للإمارات المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات الآثمة، كما دعا البيان قبائل ورجال الدين وكلّ أحرار حضرموت للوقوف بحزم ضد الاقتحامات التي انتهكت حرمات المنازل وعورات النساء وترويع الأطفال، ووضع حداً لتلك الانتهاكات والتجارب السيئة التي تم استقدامها من عدن إلى حضرموت.
وأشَارَ بيان المجلس إلى أن “حادثةَ اقتحام المنازل وغرف نوم النساء مدانةٌ بكافة الأعراف والأسلاف ومتجردة من القيم الإسلامية والأخلاقية الإنسانية والأخلاق القبلية الحضرمية”.
ووصف البيان اقتحام حرمات البيوت وغرف النوم وتصويب الأسلحة نحو النساء والأطفال أنه تَعَدٍّ سافرٍ وصارخٍ من قبل العناصر المسلحة التي تتمتع بدعم وحماية “كُفلائها” في الإمارات.
وعلَّق الناشط الإعلامي يحيى المحطوري، على ما حَدَثَ قائلاً: “اللهُ المستعانُ يا قهراه، يا عاراه لو لم نقاتل في سبيل الله لوصلنا إلى ما وصلوا إليه وسنعمل جاهدين حتى لا نصل إلى ذلك الحال ويغلبنا الاحتلال”.
ويواصل: “سنواجهُ كُـلّ مؤامرات الأرض ونضحي بكل ما نملك ونضرب العملاء بكل قوة وكفى بالجنوب وحال أبنائه عبرة لمن تدبر، وواعظاً لمن عقل وَلا حول وَلا قوة إلا بالله العظيم”.
أما المواطن بدر الغيلي، فقال: “إن ما حدث في حضرموت هو عمل جبان ومستفز للمشاعر”، مُشيراً إلى “ضرورة التحَرّك من قبل أبناء المحافظات الجنوبية المحتلّة لطرد الاحتلال الإماراتي والسعوديّ من كافة الأراضي”.
ويضيف الغيلي أن “طبيعة الاحتلال قائمة على التصرفات السيئة وهي أعمال شنيعة تستدعي قوة ردع صارمة يتلقاها المحتلّ الحالي كما تلقاها المحتلّ البريطاني آنذاك”.
ويؤكّـدُ المواطنُ محمد القواس، أن “هذا المقطع أثار بداخلي انفعالاً شديداً وشعوراً بالاستياء نتيجة لانعدام الغيرة تجاه النساء من قبل عناصر تدعي انتمائها لليمن”، مُشيراً إلى نعمة الأمن والأمان الذي تعيشه المحافظات الحرة.
ويقول القواس: “نحن لن نترُكَ إخواننا الجنوبيين في ظل الاحتلال والمعاناة، ونحن جاهزون للنزول لتلك المناطق لتطهيرها وتحريرها متى ما جاءت التوجيهات من قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، فنحن رهن الإشارة متى ما يريد ومتى ما أتيحت الفرصة المناسبة”.