زمنُ التغيير وإصلاح ما أفسده الدهر
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
في السنوات الأخيرة من حُكم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح كانت اليمنُ في حاجة ماسَّة للتغيير؛ بسَببِ الفساد الذي كان قد طال كُـلَّ مفاصل الدولة، فخرج الشباب إلى الساحات للمطالبة بالتغيير، وتم التغيير عام 2012م ولكن لم يكن له تأثيرٌ على الأوضاع في البلاد؛ بسَببِ التدخلات الخارجية، وتعرضت تطلعات الشعب اليمني لانتكاسة؛ بسَببِ ذلك، وعندما شعر الشعبُ بأن التغييرَ الذي تم قد سَلَّمَ البلاد لحكم السفارات، اضطرَّ أنصارُ الله ومن تبقى معهم من الشباب والمكوِّنات السياسية الوطنية للبقاء في الساحات والتصدي لتلك الانحرافات.
وعندما لم تتجاوب السلطةُ القائمة آنذاك مع مطالِبِ الشعب بالتغيير الحقيقي، أعلن الشعبُ الثورةَ؛ لِاستعادة حقوقه وتنفيذ مطالبه في 21 سبتمبر 2014م، فشعرت السفارات الأجنبية في صنعاء بالقلق من أن تتمكّن هذه الثورة من تحقيق أهدافها التي سَتأثر على مصالحها في اليمن، فبدأت بحياكة المؤامرات ضد الثورة ومحاولة إجهاضها ووضع العراقيل أمامها، وعندما شعرت الدولُ الخارجية بأنها فشلت في ذلك وأن الثورة عاقدة العزم على تنفيذ أهدافها، لجأت إلى استخدامِ القوةِ، وأعلنت من واشنطن تشكيلَ تحالف دولي لإسقاط الثورة في اليمن بالقوة.
وخلال السنوات التسع الماضية، كانت الأولويةُ لمواجهة العدوان وتسخير كُـلّ الموارد المتاحة لصالح المعركة ضد دول العدوان والدفاع عن البلاد؛ ونتيجةً لتلك الظروف لم تحظَ الإصلاحات التي كانت تحتاجُ إليها البلاد بالاهتمام اللازم، برغم إنجاز بعض الإصلاحات، مثل: تشكيل المجلس السياسي الأعلى بمشاركة القوى السياسية الرافضة للعدوان، وإعادة تفعيل مؤسّسات الدولة المختلفة، والبدء بتنفيذ الرؤية الوطنية التي سَتحقّق نقلةً نوعيةً في الجانب الحكومي إذَا ما تم تنفيذُها كما خُطط له.
وبعد مرور أكثرَ من عام على الهُدنة، رأى قائدُ الثورة السيدُ عبدالملك الحوثي أن الظروفَ أصبحت ملائمةً لتنفيذ تغيير جذري في الجانب الحكومي والجانب القضائي، والجدير بالذكر أن المتضررين من التغيير الجذري في الداخل والخارج (دول العدوان ومرتزِقتهم) سوف يواجهون هذا التغيير بكل الوسائل الممكنة (وهي كثيرةٌ لديهم)، كما عملوا أثناء ثورة 21 سبتمبر وأثناء الانتصارات التي حقّقتها القواتُ اليمنية في مواجهة العدوان.
ولذلك يجبُ علينا جميعاً أن نثقَ بالقيادة وأن نتحلَّى بالصبر حتى تستكملَ جميعُ مراحل التغيير الجذري.