السلامُ مع اليهود.. في مواجهتهم لا في مصافحتهم
يحيى صالح الحَمامي
لن يتحقَّقَ السلامُ في بلاد العرب والمُسْلمين مع اليهود والنصارى إلا من خلال مواجهتهم، لن يتحقّق السلام في الأراضي العربية والإسلامية مع اليهود من مصافحتهم واستقبالهم، إسرائيل العدوّ اللدود للإسلام والمُسَّلمين، ولكن نجد الموقف المخزي والمُهين من هرولة قيادة الخليج العربي بالتولي لليهود والمسارعة في خيانة التطبيع كاعتراف بكيان العدو الصهيوني المزروع على أرض فلسطين السليبة.
نجدها وقاحة لا نظيرَ لها وانبطاحاً مُهينًا لملوك وأمراء الخليج، وعلى رأسهم بالعمالة والتطبيع الإمارات المنتحلة لشخصية العرب، وتليها أسرة آل سعود التي تتولى قيادة المملكة السعوديّة، آل زايد هي بمثابة وعد بلفور جديد ونكبة عربية متجددة في شبه الجزيرة العربية.
التسامح والسلام مع العدوّ الإسرائيلي لم يكن بالتصافح والتخلي عن القضية المركزية للأمة: تحرير فلسطين والمسجد الأقصى، ولن يكونَ العز والتقدم بالترحيب في أطهر أرض والاستقبال لبني صهيون كما لن يأتيَ السلام بالاعتراف بأعداء الله ورسوله والمؤمنين، يا من ترجون العزة من اليهود والنصارى هل تناسيتم ما قال الله في كتابه الكريم، قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جميعاً) (139) [سورة النساء].
ما موقفُ الدول العربية والإسلامية التي ترفض سياسة الهيمنة الأمريكية ولا تعترف بدولة الكيان الصهيوني، كما نسأل أنفسَنا كيف كانت وكيف أصبحت، كما نجد في اليمن والذين قدم أبناؤها التضحيةَ، وواجهوا قوى الاستكبار العالمي بكُلَّ صبر وثقة المؤمنين بربهم، ماذا حقّق أبناء اليمن من الصمود؟ النصر، والذي يعتبر عظةً وعبرةً لمن لم يدرك أمرَ الحُرية في أرضه، لقد واجه أبناءُ الأنصار قوى الاستكبار العالمي وصنعوا النصرَ بقوة الله، من سلاح الكلاشينكوف، النصر الذي يضاهي ويتفوق على سلاح الجو F16 الحديث، كيف ذلك ألم يأتِ الصمودُ وتأتي مواجهة أبناء اليمن والقرار لهم والتحَرّك هو من كتاب الله القرآن الكريم، ألم نحقق النصر بتمكين من الله سُبحانَه وتعالى؟
الجمهورية اليمنية وأبناؤها الأنصار اتخذوا قرارَ الرفض القاطع لسياسة الغرب وعدم الاعتراف بسياسة اليهود والنصارى في اليمن، لقد رفضنا قرار الهيمنة الأمريكية ورفضنا الوصاية السعوديّة، التي تعمدت التسلط على قرار السيادة اليمنية، لقد أثمر الصمود والتضحية التي قدمها رجالُ الرجال هو؛ مِن أجل أن تكون لنا الحُرية في أرضنا، وأن يكون قرارها بأيدينا نحن، ليس بأيدي الغرب، وبقوة الله تمكّنا وامتلكنا القرار وهو قرار الحُرية للسيادة اليمنية، وقد نهضت الجمهورية اليمنية ووقفت على أقدامها بقوة الله، وحصل جهاد وتضحية اليمنيين بكُلَّ ثقة وإيمان بالله ورسوله، متولين ومفوضين لقائد ثورة الشعب اليمني السيد المجاهد “عبدالملك بدر الدين الحوثي” سلام ربي عليه، ما تعاقب الليل والنهار وسلام ربي عليه ما صدعت شمس الحُرية على نواصي أحرار اليمن، عيشةُ الكرامة مهرُها غالٍ، وهو الدم الطاهر النقي، أبناء اليمن الأحرار جديرون بدفع مهر الكرامة بالدماء، حفظ الله كرامة اليمنيين، وتمكّنا من الله النصر، قال الله تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (5) [سورة القصص] صدق الله العظيم.