جريمةٌ صادمةٌ في حضرموت تفجِّرُ دعواتٍ واسعةً للتحَرّك الشعبي ضد الاحتلال وأدواته
المسيرة | خاص
تصاعدت الدعواتُ للتحَرُّكِ الشعبي؛ مِن أجل طردِ القواتِ الأجنبية من اليمن، وذَلك رَدًّا على تصاعُدِ جرائمِ وانتهاكاتِ جنود تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي ومرتزِقتهم بحق المواطنين في المحافظات المحتلّة، وآخرها جريمةُ اقتحام منزل ناشط في محافظة حضرموت وانتهاك حُرمة أهله، في تجرُّدٍ تامٍّ عن كُـلِّ القيم والأخلاق والأعراف الإنسانية؛ الأمر الذي أثار موجةَ غضب شعبيّةً وسياسيةً وحقوقيةً واسعةً أكّـدت على ضرورة العمل على تحرير المناطق المحتلّة ومواجهة قوى الغزو بكافة الوسائل.
انتهاكٌ صادمٌ لحُرُماتِ البيوت والنساء:
وتداول نشطاءُ نهايةَ الأسبوع الماضي، مقطعَ فيديو صادم، أظهر اقتحامَ عناصرَ من قوات العدوّ ومرتزِقته لمنزل ناشط صحفي يُدعى مجاهد الحيقي، بشكل إجرامي فاضح، حَيثُ قام الجنودُ بالدخول إلى غرفة نوم الحيقي، برغم مناشدته لهم بأن ينتظروه ليرتديَ ملابسَه، وألا ينتهكوا حُرمةَ امرأته وأطفاله الذين تعالت أصواتهم بالبكاء من الخوف أثناء الاقتحام.
وأظهر مقطع الفيديو محاولةَ الجنود الاعتداء على زوجة الحيقي التي كانت تناشدُ بصوت باك بألا يقتربوا منها.
وقالت مصادر محلية: “إن عمليةَ الاقتحام الموثَّقةَ جاءت ضمن سلسلة مداهمات شنتها قوات الاحتلال السعوديّ الإماراتي ومرتزِقتها على العديد من منازل المواطنين والنشطاء في تلك الليلة، على خلفية انتقاداتهم لسلطة الخونة هناك ومطالبتهم بتوفير الخدمات التي تفتقر إليها المحافظة الواقعة تحت سيطرة قوى العدوان ومرتزِقتها”.
مقاطع الفيديو جَدَّدَت الكشفَ عن وحشية قوى العدوان ومرتزِقتها وانسلاخهم التام عن كُـلِّ القيم والأعراف، وجدَّدَت التذكيرَ بجرائمَ سابقة مماثلة، برهنت بشكل واضح على أن بقاءَ المحافظات المحتلّة تحت سيطرة العدوّ ومرتزِقته يمثِّلُ إهانةً لكرامة كُـلّ يمني حر وغيور.
وقوبلت الجريمة بموجة غضب جماهيرية واسعة تضمَّنت دعوات إلى تنظيم تحَرّكات شعبيّة في المحافظات المحتلّة؛ مِن أجل طرد قوى الاحتلال ومواجهتها.
دعواتٌ واسعةٌ للتحَرّك ضد المحتلّ وأدواته:
وأكّـد محافظُ محافظة حضرموت في السلطة الوطنية، اللواء لقمان باراس، لـ “المسيرة”، أن “حادثةَ الاقتحام التي تم توثيقُها ليست الأولى من نوعها، بل سبقها الكثيرُ من الانتهاكات خلال المراحل الماضية”.
وأوضح أن “هذه الجرائم تأتي في سِياقِ محاولة تكميم الأفواه حتى لا يتم التحَرّك ضد قوات الاحتلال”، كما تأتي في سياق “تمهيد الطريق لتثبيت الاحتلال واستمرار لنهب الثروات الوطنية”.
ودعا باراس “كُلَّ قبائل حضرموت إلى الوقوف صَفًّا واحدًا لمواجهة الاحتلال السعوديّ الإماراتي المدعوم أمريكيًّا وبريطانيًّا” مؤكّـداً أنه “لا حلولَ إلا بخروج القوات المحتلّة من اليمن”.
وَأَضَـافَ أن “المرحلةَ الحالية حاسمة ويجب أن يتم فيها التحَرُّكُ لمواجهة المحتلّين”.
وبالتوازي، وجّه محافظ عدن، طارق سَلَّام، دعوة لكل أبناء المحافظات المحتلّة “لتنظيم وبلورة جهد منظَّم ومشترك للخروج إلى الشارع ومواجهة الاحتلال بكافة الوسائل المتاحة”، مُشيراً إلى ضرورة “توحيدِ الجهود في مواجهة العدوّ المشترك للشعب اليمني وهو الاحتلال الذي ينتهكُ إنسانيةَ المواطن اليمني”.
وأكّـد سلَّام في حديث لـ “المسيرة”، أن “الانتهاكاتِ التي تحصل في المناطق المحتلّة تتم بعمل ممنهج لسلطاتِ الاحتلال؛ بهَدفِ قمعِ الشارع الجنوبي؛ لإرهابه وتأخير الوعي الجماعي هناك” داعياً إلى “رصدِ وتوثيق هذه الانتهاكات التي تحصل في المناطق المحتلّة وفتح مِلفات لمرتكبي هذه الجرائم لمحاكمتهم في صنعاء ولدى المنظمات الحقوقية”.
وَأَضَـافَ أن هذه الجرائمَ “يجبُ أن تستنهضَ مشاعرَ الغِيرةِ لأبناء المناطق المحتلّة لمقاومة هذا الاحتلال”، مؤكّـداً أن ما حدث في حضرموت “لن تكونَ الجريمة الأخيرة ما لم يكن هناك تحَرُّكٌ جاد وقوي لقبائل حضرموت وكافة أبناء الشعب اليمني”.
وفي السياقِ نفسِه، أكّـد مقرّرُ الجبهة الجنوبية لمواجهة الغزو والاحتلال، أحمد العليي، في حديث لـ “المسيرة”، أن “الانتهاكات اليومية في المناطق المحتلّة يحب أن تعطي دافعًا للثورة على المحتلّ وأدواته، كما حدث في ثورة أُكتوبر التي طردت المحتلّ البريطاني والتي نعيش ذكراها هذه الأيّام”.
وأوضح أن “حادثةَ حضرموت مستفزَّةٌ للشعب اليمني وأعرافه التي تقيم حُرمة للنساء والبيوت، وهي شاهدٌ على انسلاخ العملاء عن القيم اليمنية”.
واستنكرت السلطةُ المحلية في محافظة المهرة، الجمعة، جريمةَ الاعتداء على منازل المواطنين من قبل أدوات ومليشيات العدوان في مدينة المكلا، محمِّلةً تحالُفَ العدوان المسؤولية الكاملة إزاء تلك الجريمة وكافة جرائم الاحتلال التي تُرتكب ضد المواطنين في المحافظات المحتلّة.
ودعت “كافةَ أحرار المحافظات الجنوبية إلى التوحد والاصطفاف لمقارعة الغزاة والمحتلّين وطردهم من المحافظات المحتلّة”.
كما عبَّرت قيادة محافظة أرخبيل سقطرى والسلطة المحلية فيها عن استنكارِها لما ترتكبُه قوى العدوان وأدواتُها في المحافظات المحتلّة وآخرها ما حدث في حضرموت.
ونظَّمَ عددٌ من أبناء المناطق المحتلّة في العاصمة صنعاء، الخميس، وقفةً احتجاجيةً بمشاركة السلطة المحلية لمحافظة حضرموت؛ استنكارًا لما تمارسه قوى العدوان وأدواتها من اقتحام للبيوت وهتك للحرمات.
وصدَرَ عن الوقفة بيانٌ أكّـد أن: “اقتحام المنازل في المكلا وترويع النساء وانتهاك الحُرمات وصمةُ عار في جبين المرتزِقة ومشغليهم، ويستفزٌّ كُـلَّ حر يمني” مُشيراً إلى أن “جرائم القتل والخطف واقتحام المنازل تجري بصورة يومية في المناطق المحتلّة، ضمن سياسة ممنهجة من قبل الاحتلال لبث الخوف في نفوس المواطنين”.
ودعا بيانُ الوقفة إلى “النهوض والتحَرُّك لطرد المحتلّ واستلهام تجربة الصمود اليمني بوجه العدوان وثورة أُكتوبر التي أجلت المحتلّ البريطاني”.
ودعمت جهاتٌ حقوقية وطنية أَيْـضاً الدعوات للتحَرّك ضد الاحتلال، حَيثُ أصدر مركَزُ “نداء الكرامة للحقوق والتنمية” بيانًا ناشد فيه أبناء المحافظات المحتلّة “بعدمِ السكوت على الانتهاكات الصارخة، والعمل على طرد المحتلّ وأدواته”.
وأكّـد البيان أن ما حدث في محافظة حضرموت من اقتحام للبيوت وانتهاك لحُرمتها “يَنُمُّ عن بشاعة المحتلّ وجُرمه وعدم مراعاته لحرمات الآمنين، وعدم اكتراثه للدين والعرف والعادات والتقاليد” مُشيراً إلى أن “هذا الفعلَ الخسيس والدنيء واللاإنساني ليس إلا أنموذج لممارساتِ قوى العدوّ في المناطق اليمنية المحتلّة منذ دخولها البلاد”.
سِجِلٌّ طويلٌ من التنكيل بالمواطنين:
جريمةُ اقتحام البيوت في حضرموت تلتحقُ بسجل طويل من الانتهاكات المماثلة التي ارتكبتها قوى العدوان ومرتزِقتها بحق مواطنين في العديد من المحافظات المحتلّة، ففي أبريل 2020 وثّق نشطاءُ شهاداتِ نازحين من أبناء الحديدة، أكّـدوا فيها قيامَ عناصر من مرتزِقة العدوان باقتحامِ مخيَّمٍ لهم في منطقة دار سعد بمحافظة عدن المحتلّة، واغتصابِ عددٍ من النساء، وذلك بعد اعتقال الرجال بتهمة “العمالة”.
وفي فبراير 2021 توفيت امرأةٌ في سجون المرتزِقة بمأرب تحت التعذيب بعد أن اختطفها مرتزِقةُ حزب “الإصلاح” مع عدد من أفراد عائلتها من منزلهم بنفس التهمة.
وشهدت مدينةُ تعز، ومناطقُ سيطرة المرتزِقة في الساحل الغربي، الكثيرَ من جرائم مداهمة البيوت والاعتداء على النساء واختطافهن، إلى جانبِ جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري.
وقد وثَّقت تقاريرُ فريق الخبراء التابعين للأمم المتحدة خلال السنوات الماضية العديدَ من هذه الجرائم والانتهاكات.
ويؤكّـدُ هذا السِّجِلُّ الفاضحُ من الجرائم بشكلٍ واضحٍ على خطوة مشروع العدوّ ومرتزِقته، وعلى أهميّة اضطلاع الجميع بمسؤوليةِ تحرير كافة الأراضي والمناطق اليمنية؛ دفاعًا عن كرامة الإنسان اليمني.