طوفان يدمّـرُ بيوتَ العنكبوت
هنادي محمد
- وغربت شمسُ سبتِهم صباحًا، وأتتهم مفاجأةٌ كبرى على هيئة طوفانٍ عسكريٍّ، شنّه أبطالُ المقاومة الفلسطينية ليجتَثَّ مَن اجتث منهم، قتيلًا وأسيرًا وجريحًا، وما يمكن أن يفعلوه حينها هو تشغيلُ صفارات الطوارئ التي أوصلتهم بأصواتِها إلى حاويات القمامة؛ ظنًا منهم أنها ستكون مخبأً آمنًا لهم من أيدي المجاهدين.
اعتمدت عملية طوفان الأقصى المباركة بالدرجة الأولى على عنصر “المباغتة” الذي كشف مدى ضعف الجهاز الاستخباراتي لدى الكيان الإسرائيلي، وأثبت سنة إلهية مؤكّـدة أنهم مهما امتلكوا من إمْكَانيات عسكرية وتكنولوجية متطورة سيظل عبارة عن كيانٍ هشٍّ ينسج خيوطًا رفيعة أوهن من بيوت العنكبوت، مصيرها أن تُمزق أخيراً، أَيْـضاً عكس حجم القدرة الكبيرة في التخطيط والإعداد الذي تمتلكه المقاومة الفلسطينية، وقد وثّقت مشاهد عديدة سيحفظها التاريخ وتصبح درسًا قاسيًا للكيان الإسرائيلي الزائل ولكل من ينضوي تحت شبكته.
نصرٌ عظيم أحل الفرح والسرور على قلوب محور المقاومة وقلوب كُـلّ الشعوب الحرّة، وأمّا عن محور مقاومة اليمن، من قلبها النابض صنعاء، فقد عبّروا عن فرحهم وتأييدهم ومباركتهم للعملية التاريخية والكبرى من خلال خروجهم الحاشد والكبير والعاجل في ساحة باب اليمن، وليؤكّـدوا دعمهم الكامل للقضية الفلسطينية الأم ولكل الخطوات والمواقف التي تأتي في سبيل استئصال الغدة السرطانية للكيان الغاصب الزائل، والواقع يشير إلى أن عملية الاستئصال التّام أوشكت، وغداً لناظره قريب، والعاقبةُ للمتّقين.