الكيانُ الصّهيوني نحو الانحسار الأزلي
زينب إبراهيم الديلمي
ببالغ الابتهاج والسّعادة المُنتظَرة طويلاً، تلقينا نبأ العدِّ العكسي لزوال كيانٍ تشبَّث بسرطانه الخبيث عمود أُمّتنا الإسلاميّة، لا سِـيَّـما أُمَّنا وقضيّتنا ووشاح نصرنا فلسطين الحبيبة التي تَكَأَّدَت عقودًا مديدةً تحت سياط صهاينة الاستبداد والاستكبار، مُستقوين على ثرى القُدس المُقدَّسة التي هي مِلكٌ لفلسطين كُـلّ فلسطين، وللأُمَّـة الإسلاميّة التي هامت شغفاً لاتِّخاذ هذه البُوصلة مسارَ جهادها وأهدافها السّاميّة في إنشاد زوال هذا السّرطان واجتثاثه من الوجود.
لطالما كان الكيانُ المؤقَّتُ هو اليدَ الطّولى في خرابِ الأمم وتشتيتها وتمزيقها، ولطالما وظَّف أجندتَه في الانصياع المُطلق لما يأمرونه عبر إقامتهم لمراسيم التطبيع الفادح، ولطالما ظلَّ عقودًا مُمتدة يهزّ بخصر التلذذ بأوجاعنا وينهش بأنيابه النّتنة أروقةَ طموحنا العالق في جِدار الانتظار، فقد حاك المؤامراتِ، وانتهك الحُرمات، وعاث في أرضنا فساداً، وحاول ما بوسعه أن يحولَ ما ابتدأناه في خارطة المُمانعة التي تجذَّرَ تعاظُمُها.
ما شهدناه في عمليّة “طوفان الأقصى” البطوليّة التي هَبّت صليّات صواريخها المُباركة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة وتحديداً التي يتواجد فيها الطّاعون الصّهيوني، وما تخللها من موجةٍ عاتيّة طالها التدمير والاقتحام للمستوطنات الصّهيونيّة وقتل وجرح وأسر مئات القطعان اليهودي، وفرارهم كالفئران في الصّحاري تارةً واختباؤهم في براميل القمامة مذعورين مدحورين تارةً أُخرى.. إنّها مشاهد توشَّى بانحسار الكيان وانصهاره؛ ليصلَ حتماً إلى توكيديّة الزّوال المُنتظَر.
لم يكُن يقينُنا الرّاسخُ بحتميّة الانكماش الكياني سراباً بقيعةٍ أَو محض كلامٍ تتناقله الألسُن، بل هو اعتقاد وعقيدةٌ بسُنن الله العظيمة في الأرض وما يرشُدُه أئمّة الهُدى بأحقيّة مواجهة الباطل بثمنِ الفلاح برضوان الله، وأن نُكتَبَ عنده من الصّديقين الذين صدقوا وجاهدوا ودحضوا أربابَ التّصهين وناصروا قضايا دينهم وأمّتهم التي هي قضاياهم وشؤونهم أَيْـضاً.
وبهذه العمليّة التي شفت غليلَ صدورنا يطيبُ لنا الاستمتاعُ بمُشاهَدة الشارع الصّهيوني الذي هو أوهن من بيت العنكبوت وهو يتشتت ويتفكك، ويمتلئ بالنِّباح كرباً، والذي سنرى قريباً حنفيّات الدماء النّجسة تنهمرُ فناءً وهدراً، ونزدادُ إيناساً بأنّهم يذوقون من نفس العلقم الذي أذاقونا بل وأضعاف ذلك.
إنها تباشيرُ الوعودِ الإلهيّة بالغَلَبة على القوم المُجرمين والفاسقين، وكان أمرُ الله دائماً وأبداً مفعولاً ومقضياً.