إذا جاء نصرُ الله والفتح
كوثر العزي
كيان غاصب على عرش الاستعمار يتربع، ومستوطنون يستوطنون الأراضي، ويطردون أهلها من عقر ديارهم، حقوق مسلوبة، وأراضٍ مغتصبة، فمنذ وعد بلفور، وهي ما زالت تعاني من الاستعمار، تقبع في محطة السيطرة اليهودية، تنادي أما من ناصرٍ ينصرنا أَو مغيث يغثينا، أما من حامٍ للحماء، وَغيور على القبلة الأولى، أين العرب والعروبة، وأين حكامها وعلمائها وكبار الأقوام، أين الحمية العربية والوازع الإسلامي، أين رصيد المسلمون في الدفاع، ونصرة المظلوم، وإقامة العدل على الظالمين، وإعادة الحق لأهله، ولكن كان الجواب كـسهم يصيب قلب القضية الفلسطينية، فما كان جواب النداء سوى السكوت المخزي، وغض البصر عن الاعتداءات التي كانت تحصل لبيت المقدس، والتطبيع من تحت الطاولات والمساومة في المقدسات الإسلامية، والمؤامرات الصهيوعربية، طال النداء والمستغيث لا يغاث، والأعراب بكل همجية يظهرون التطبيع علناً وعلى وسائل الإعلام، دون خزي أَو عار، حين توسعت دائرة التطبيع، وتسابقت الشعوب في إظهار المودة، والرغبة في التقرب، باتت صانعة الدمار بالنسبة لهم والسلام، والعيش كملوك في رغد تل أبيب، ونسَوا من هؤلاء، أي دين ينتمون، وأية إنسانية يحملون!.
رهينة الأمس، وصريعة القيود، زيتونة الأرض، ومقصد التحرير، اليوم وبقوة الله وحركة حماس وسرايا القدس، يتلون على الأراضي الفلسطينية آيات الجهاد، ولـتكن آيات الانتصار خير ما يختتم به: “إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”، وينزل السكينة على قلوبكم، ويؤيدكم بـجندٍ من السماء مردفين، فما قبل طوفان الأقصى ليس كما بعده، كسرت حصون الكيان المؤقتة بصواريخ المقاومة، حَيثُ إنها نجحت في مباغتة العدوّ الصهيوني، وسلبت منه الأمان في منتصف النهار، فهذه العملية البطولية تثبت للعالم بأن الشعب الفلسطيني جدير بإرجاع حقه، وإعادة الصاع صاعين، وأنه لن يركع مهما تفنن الصهيوني في الوجع، سيكتب التاريخ من أحرف النصر بكل فخر وعنفوان، وفي إطار العملية التي لعبت بإعدادات الحروب وقلبت الطاولة، وكبدت العدوّ خسائر فادحة في المال والعتاد والآليات، حَيثُ إنهم اقتحموا قوات النخبة القتالية ثكنات العدوّ الحربية وأسرت عدداً من الجنود وسيطرت عليها.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا).
حمداً كثيراً طيباً، وغيثَاً مباركاً من سرايا القدس، تنهال غضباً على المتعربدين في الأراضي الفلسطينية.
غضب نار قدسية ويحاط بسرادقها أنصار القدس وعشاق القضية، فبسم الله منتصرين محرّرين، غالبين وفاتحين، متوكلين، ومحتسبين، متوجين بتاج الغلبة والنصر، وبقدرة الله سيقتحم رجالنا الأقصى وتطهر من الدنس اليهودي، وتكسر القيود والأحرار خلف القادة من عظماء آل محمد، في اليمن، إيران، العراق، سوريا، ولبنان وبقية المحور، وباسم من عزنا ووحد كلماتنا وألف جمعنا، وأعزنا بقضيتنا، وأعزها بنا أنصاراً وأحراراً، فيا مسرى الرسول، قد أتى وعد الآخرة، وبات النصر قاب قوسين أَو أدنى، فليرتقب العالم زوال إسرائيل، فالفتح المبين على مشارف الأبواب المحورية، مبارك للأُمَّـة الإسلامية التي ما زالت متمسكة بالقضية الفلسطينية على هذا الحدث العظيم، وهذه العملية التي جعلت الإسرائيليين صرعى يلقون حتفهم في أوساط الشوارع، وأشعلت النيران في شوارعهم، فطوفان الأقصى قطرة من فيض الزوال الإسرائيلي، والعاقبة للمتقين.
فشعبنا اليمني العظيم الذي ما زال متمسكًا رغم العداء والحصار بالقضية الخالدة، وإذ أعادها الله على الإسرائيليين بأشد وأنكى، ولكل مطبعٍ مرتمٍ بالكنف اليهودي، لتحتضن الحضيض وتبكي وتدين وتستنكر ما جرى وما سيجري في الأم الكبرى للطغيان، فخسئتم وخسئت إسرائيل معكم.